زوجة سعيدة تتحدّث إليكم

**daouadji** الإثنين نوفمبر 07, 2011 12:06 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لم يدخل الوعدودي -زوجي المصون- ثانوية ولا إعدادية.. لم ينل حظاً كبيراً من التعليم، فهو بالكاد يفك الخط... ولم يسمع بفاطمة المرنيسي.. ولا فاطنة بنت آيت صباح..

حين تقدم لخطبتي.. صاح والدي فزعاً "يا إبنتي أنتِ جامعية.. وهو لم يدرس إلا في كتاب القرية.. وأنتِ تركبين السيارة وهو يركب الحصان.. وأنتِ تفهمين في النت.. وتستعملين المحمول.. وهو مازال يفترش الأرض لينام..

يا إبنتي الوعدودي لم يُخلق لكِ..

ولكنني أصررت على الزواج بالوعدودي.. القروي الّذي لا يستعمل النت.. ولم يقرأ المجلات الهابطة... وعبثا حاول الجميع ثنيي عن هذا القرار.. دون جدوى..

وتزوجت بالوعدودي.. وجدته صادق.. لا يعرف نفاق أبناء المدينة.. لا يتجمل بالماكياج الخاص بالذكور.. ولا يلبس سروال سليم..

إذا عُدت من دراستي متعبة.. لا يتردد زوجي العطوف في أن يمسك بالإسفنجة ليغسل معي الصحون. عندما أشاهده وهو يريحني من التعب تزداد رجولته في عيني أضعاف.. ويزداد حبي له وحرصي على إسعاده..

الوعدودي.. أمي.. ولكن الله وهبه ذكاء فطريا نادرا.. إنه يعرف كيف يسعدني ويحفظ عن ظهر قلب كل الأشياء التي أحبها والأخرى التي لا أحبها.. يعرف متى يبتسم.. ومتى يتركني وحدي.. إذا تكلم خفض صوته.. وإذا غضب كتم غيظه.. وإذا أخطأت في حقه عفى وتغاضى.. لا يعرف اللوم.. ولا العتاب.. ولا الضرب..

الوعدودي.. أمي.. لم يذهب إلى الكليّة.. ولا علم له بمدونة الأحوال الشخصية.. ولم يقرأ للطاهر الحداد.. ولا لقاسم أمين.. ولكنه زوج ناجح سعيد..

كلما سألته "هل أنت سعيد بحياتك يا الوعدودي؟" أجاب بإصرار "كل السعادة يا سيدتي"

وحينما أحاججه بأنه لا يخرج مع الشباب هواة الترقيم والمعاكسة الذين يسيل لعابهم لرؤية الفتيات... ولا يستخدم النت ولا المحمول مثلهم.. "يجيبني.. لكني.. والله العظيم.. سعيد بحياتي.. كما هي.. ولا حاجة لي بالأصدقاء والنت والمحمول.. وغيرهم.."

الوعدودي.. جعلني أسعد زوجة في العالم.. وهو يعتبر نفسه أسعد زوج على وجه الأرض..

ملاحظة: كتبت هذه الكلمات الخيالية وأنا أنتظر زوجي الجامعي المثقف.. المتفاخر بذكورته المحتقر لعقلية المرأة الذي أخد السيارة ليزور أصدقاءه وهو لم يعد إلى الآن.. رغم اتصالي به على المحمول.. حاثةٌ إياه على العودة بسرعة.. لأن إبنه يشكو الحمى..

<<< بانتظار الصحون والكراسي التي ستتكسر على رأسي