أسماء الله الحسنى
صفحة 1 من اصل 1
أسماء الله الحسنى
العقيدة الإسلامية : أسماء الله الحسنى – الرب "1 " ـ لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الأخوة الكرام ، كما تعلمون :
(( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا ، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ))
[ متفق عليه عن أبي هريرة]
وفي القرآن الكريم :
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (180) ﴾
( سورة الأعراف )
وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام : أن لله أسماً أعظماً ، فما اسم الله الأعظم ؟ بعضهم قال الحي القيوم ، وهناك اجتهاد مقبول أن اسم الله الأعظم هو الاسم الذي يتعلق بحالك ، فالمريض اسم الله الأعظم له الشافي ، والفقير اسم الله الأعظم له المغني ، والمظلوم اسم الله الأعظم له العدل ، والمقهور اسم الله الأعظم له الناصر ، وقد ورد أن الرب اسم الله الأعظم لأنه أقرب الأسماء الحسنى إلى الإنسان ، لذلك قال تعالى :
﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) ﴾
( سورة البلد )
الحقيقة نظام الأبوة من أكبر الآيات الدالة على عظمة الله ، أن إنسان سعادته بسعادة ابنه ، طمأنينته بطمأنينة ابنه ، نظام الأبوية يدل على الله ، إنسان يتمنى أن تسبقه ، يتمنى أن تتفوق عليه ، لا يسعده إلا سلامتك وسعادتك لذلك قال تعالى :
﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) ﴾
( سورة البلد )
يعني لو تصورنا أن مؤسسة ضخمة أرادت أن تعين موظفاً ، هذا الموظف يخضع للتجريب في هذه الفترة التجريبية تحصى عليه أخطاؤه ، فإذا كانت بحجم غير مقبول رفض ، لكن لو أن مدير المؤسسة أراد أن يكون ابنه هو الموظف ، ما الذي يحصل ؟ ليس القصد هنا إحصاء الأخطاء ولكن القصد أن يربى ، فعند كل خطأ يُوَجّه ، يعلم ، يحاسب ، هذا شأن الأب .
إذا قلنا الحمد لله رب العالمين ، ما معنى كلمة رب بالمعنى البسيط ؟ الأولي البديهي أن الأب يهيئ لأسرته بيتاً ، يهيئ لهذا البيت أثاثاً ، يهي لهذا البيت أجهزة ، يهيئ لهذا البيت طعاماً وشراباً ، إن رأى ابنه مريضاً يسارع إلى معالجته ويشرف على إعطاء الدواء ، وإن رأى بيد ابنه حاجةً ليست له يسأله يحقق معه قد يعاقبه ، قد يؤدبه ، يعني أبسط شرح لمعنى الرب هو الأب الحاني على أولاده ، يهيئ المسكن والحاجات والطعام والشراب والمدرسة والغرفة الخاصة والتوجيه والتعليم والمحاسبة والتربية والعقاب أحياناً والمكافأة والتكريم .
يمكن أن نفهم معنى اسم الأب ببساطة من أب عالم ، من أب رحيم ، من أب يسعى لإمداد أولاده بكل ما يحتاجون ، ويسعى لتربية أجسامهم ، وتربية عقولهم ، وتربية نفوسهم ، وتربيتهم تربية اجتماعية ، وتربيتهم تربية بدنية ، وتربيتهم تربية جنسية ، هذا الأب الحاني العالم الرحيم الذي لا يقلقه إلا مصير أولاده ، لا يقلقه إلا سعادتهم ، إلا إيمانهم ، إلا سموهم ، يمكن أن نفهم معنى هذا الاسم الذي يمكن أن يكون اسم الله الأعظم من مفهومات الأبوة والبنوة لذلك ليس عجيباً أن يأتي نظام الأبوة آية دالة على عظمة الله .
﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) ﴾
( سورة البلد )
هذا الاسم أيها الأخوة ورد في القرآن الكريم ، قال تعالى :
﴿ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) ﴾
( سورة يس )
﴿ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) ﴾
( سورة سبأ )
ولعل هذا الاسم هو أقرب الأسماء الحسنى إلى الإنسان ، لأن الله عز وجل يربينا ، يربي أجسامنا ويربي نفوسنا ويربي عقولنا ، عن طريق آياته الكونية ، وعن طريق آياته التكوينية وعن طريق آياته القرآنية .
أيها الأخوة الكرام ، الله عز وجل في آيات كثيرة أشار إلى مفهوم الربوبية قال تعالى :
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
أعطاه القوام المنساب ، الأجهزة المناسبة ، الحواس المناسبة ، النسج المناسبة ، الخصائص المناسبة ، أعطى كل شيء خلقه التام ثم هدى .
1 – جهاز استقبال حراري :
لو أردنا أن نختار مخلوقاً من أتفه المخلوقات على الإنسان البعوضة ، البعوضة في رأسها مئة عين ، وثمانية وأربعون سناً في فمها ، وثلاثة قلوب في صدرها ، قلب مركزي وقلب لكل جناح ، لكل قلب أذينان ، وبطينان ، ودسامان .
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
من أدق معاني الربوبية أن الله عز وجل أعطى كل شيء خلقه ، هي بحاجة أن ترى الأشياء لا بألوانها ، ولا بحجمها ، ولا بشكلها ، إنها ترى الأشياء بحرارتها ، أعطى الله البعوضة جهاز استقبال حرارياً ، حساسية هذا الجهاز واحد على ألف من الدرجة المئوية .
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
أعطاها جهاز استقبال حرارياً أي جهاز رادار .
2 ـ جهاز تحليل للدم :
عندها جهاز تحليل للدم ما كل دم يناسبها تحلل الدم أولاً ، ثم تمتصه ثانياً ، وقد ينام أخوان على سرير واحد يستيقظ الأول وقد ملئ بلسع البعوض والثاني لم يصب بشيء .
3 ـ جهاز تمييع :
جهاز تمييع ، لأن لزوجة دم الإنسان لا يسري بخرطومها .
4 ـ جهاز تخدير :
أعطى البعوضة جهاز تخدير لكي لا تقتل في أثناء امتصاص الدم ، تمتص الدم وتطير وتبتعد ينتهي مفعول التخدير فيشعر الإنسان بوخز في يده فيتوهم أنها على يده فيضربها وهي في سماء الغرفة تضحك عليه .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
أعطاها جهاز تحليل ، أعطاها جهاز تمييع ، أعطاها جهاز تخدير ، أعطاها جهاز استقبال حراري ، في فمها ثمانية وأربعون سناً ، في رأسها مئة عين ، في صدرها ثلاثة قلوب ، قلب مركزي وقلب لكل جناح ، الآن في خرطومها ست سكاكين ، أربع سكاكين تحدث جرحاً مربعاً ، وسكينان تلتئمان على شكل أنبوبين لامتصاص الدم وفي أرجلها محاجم إذا وقفت على بلور على سطح أملس على الضغط ، وفي أرجلها مخالب إذا وقفت على سطح خشن .
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
قس على ذلك قال تعالى :
﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ﴾
( سورة التين)
1 – العين :
أعطاك عينين من أجل أن تدرك البعد الثالث ، بعين واحدة ترى الطول والعرض بعينين ترى البعد الثالث ، أعطاك أذنين من أجل أن تعرف جهة الصوت ، قد ينطلق بوق مركبة من على يمينك يدخل هذا الصوت إلى الأذن اليمنى قبل اليسرى بفارق واحد على ألف وستمئة وعشرين جزءاً من الثانية ، يوجد بالدماغ جهاز يكشف تفاضل الصوتين فيكتشف أن البوق من الجهة اليمنى ، فيعطي الدماغ أمراً بالانتقال إلى الجهة اليسرى .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
2 ـ الشعر :
لكل شعرة شريان ، ووريد ، وعصب ، وعضلة ، وغدة دهنية ، وغدة صبغية ، لكل شعرة .
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
في شبكية العين مئة وثلاثون مليون عصية ومخروط ، مئة وثلاثون مليون بمليمتر وربع يعني بواقع مئة مليون مستقبل ضوئي في كل مليمتر مربع من أجل أن تميز بين ثمانية ملايين لون .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
3 ـ الدماغ :
جعل في ماء العين مادة مضادة للتجمد ، جعل الدماغ يتألف من مئة وأربعين مليار خلية استنادية سمراء لم تعرف وظيفتها بعد .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
الحديث عن الجسم والله يستغرق سنوات وسنوات ، قال تعالى :
﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) ﴾
( سورة الذاريات)
دقق في معنى الربوبية .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
4 ـ العظم :
هذا في الإنسان ، الإنسان عظمه ينمو ويصل إلى الحد المناسب ويتوقف النمو ، يعبر العلماء عن هذه الحالة بنوم الخلية العظمية يكسر العظم بعد سبعين سنة تستيقظ الخلية العظمية وترمم هذا الكسر .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
لم يجعل لك في الشعر أعصاب حس وإلا أنت مضطر إلى أن تذهب إلى المستشفى وتخدر تخديراً كاملاً كي تحلق شعرك .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
1 ـ جعل الله في طحال المولود كمية حديد تكفيه سنتين إلى أن يأكل :
نحن نفهم الأشياء فهماً سطحياً ، لو تعمقنا في خلقنا لرأينا عظمة الله عز وجل ، معنى الرب أعطاك كل ما تملك ، الطفل الصغير ليس في حليب أمه حديد ، جعل الله في طحال المولود كمية حديد تكفيه سنتين إلى أن يأكل .
2 ـ تزويد الجنين بمنعكس المص :
أعطى الطفل الرضيع منعكس المص لمجرد أن يولد يلتقم ثدي أمه ويحكم الإغلاق ويسحب الهواء فيأتيه الحليب .
3 ـ تزويد الطفل عند الولادة بمادة مذيبة للشحم :
جهازه الهضمي ممتلئ بمادة شحمية عند الولادة في أول يومين لا يأتيه الحليب يأتيه مادة مذيبة للشحم .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
الحديث عن هذا الموضوع لا ينتهي ، لكن ما معنى الرب ؟ أعطاك كل ما تستطيع ، كل ما تحتاجه من أجهزة ، من أدوات ، من نسج ، من خصائص ، يعني في بالقلب شريان ليس له وظيفة واضحة جداً ، وظيفته الواضحة عند انسداد بعض الشرايين يؤخذ هذا الشريان ويوضع كقطع غيار للقلب .
الحديث بخلق الإنسان لا ينتهي ، لكن معنى الرب أنه أعطاك كل ما تحتاج ، قال ثم هدى ، هداك إلى مصالحك ، أنت ماشي لكي لا تقع أودع في أذنك الوسطى جهاز توازن جهاز التوازن ثلاث قنوات فيها سائل وفي أشعار فوق السائل فأنت إذا ملت يمنة السائل يبقى مستوياً ، يمس الجدار المائل ، تتحسس الأشعار ، تعيد وضعك لولا جهاز التوازن ما في إنسان يمشي على قدمين أبداً ، والدليل لن تستطيع أن توقف الميت على قدمه ، فقد التوازن ، أنت بالتوازن لك أرجل لطيفة صغيرة لولا جهاز التوازن لاحتجت إلى قاعدة استناد واسعة جداً ، والدليل في بعض محلات الأقمشة يضعون تمثال لامرأة انظر إلى القاعدة سبعين سنتمتر من أجل أن يبقى هذا الجسم منتصباً .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
في قرص لحمي ينزل مع الجنين في هذا القرص شيء لا يصدق تجتمع في هذا القرص دورة دم الأم مع دورة الجنين ، ولا يختلطان ، ولكل دم زمرة ومعلوم عند الأطباء أن الدم إذا جاءه دم من زمرة أخرى ينحل فوراً ، لو أن دم الأم والابن اختلطا لماتت الأم والجنين فوراً ، لا يختلطان ، بينهما غشاء هذا الغشاء سماه الأطباء الغشاء العاقل ، يأخذ الأوكسجين من دم الأم يضعه في دم الجنين ، طبعاً لما أخذ الأوكسجين قام الغشاء العاقل بدور جهاز التنفس ، يأخذ المواد السكرية من دم الأم فيطرحها في دم الجنين ، قام بدور جهاز الهضم ، يأخذ الأنسولين من دم الأم فيطرحه في دم الجنين ، قام بدور البنكرياس ، صار في الجنين سكر وأوكسجين وأنسولين ، يحترق السكر عن طريق الأوكسجين بوساطة الأنسولين فالجنين حرارته سبع وثلاثين ، ناتج الاحتراق ثاني أكسيد الكربون يأتي الغشاء العاقل يأخذ ثاني أكسيد الكربون من دم الجنين يضعه في دم الأم ، جزء من تنفس الأم ثاني أكسيد كربون الجنين ، يأخذ عوامل مناعة الأم عبر الغشاء العاقل إلى دم الجنين ، كل الأمراض التي أصيبت بها أمه هو محصن منها ، والغشاء العاقل يختار الغذاء المناسب ، البروتين ، الشحوم ، السكريات ، الفيتامينات ، المعادن ، أشباه المعادن ، وكأنه عالم من علماء التغذية وهذه النسب تتبدل ساعياً وينفذها ، لذلك سماه الأطباء الغشاء العاقل ، ولو لسلم الغشاء العاقل إلى مجموعة أطباء في قمة التفوق لمات الجنين في ساعة واحدة .
الآن الطفل بحاجة إلى مادة معينة ليست في دم أمه ، الأم تشتهي طعاماً فيه هذه المادة ، شهوة الأم الحامل حاجة ابنها إلى بعض الأغذية .
﴿ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ (50) ﴾
( سورة طه)
﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ (28) ﴾
( سورة فاطر)
كلما ازددت فهماً بدقائق آيات الله في خلقه كلما ازددت تعظيماً لله عز وجل وخشية له وخضوعاً له .
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
أعطاه الخلق الكامل ، الحوت وزنه مئة وخمسين طن ، خمسين طن دهن ، وخمسين طن عظم ، وخمسين طن لحم ، ويستخرج من الحوت تسعون برميلاً زيت سمك و يرضع وليده ثلاثمئة كغ في اليوم ثلاث مرات ، طن من الحليب كل يوم .
﴿ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ (50) ﴾
( سورة طه)
من بعوضة فيها أجهزة متنوعة إلى الحوت الأزرق الذي يزيد وزنه عن مئة وخمسين طناً .
﴿ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
أنت حينما تتفكر في خلق السماوات والأرض تجد نفسك أمام عظمة الله وكأن التفكر في خلق السماوات والأرض أقرب طريق إلى الله ، وأوسع باب تدخل منه على الله ، ولا تنسى هذه الآية :
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
الآن موضوع المتابعة ، انظر إلى الأب الكامل العالم الرحيم الحاني ، كيف أنه يتابع أولاده متى جاء ؟ متى خرج ؟ من صديقه ؟ لماذا تأخرت ؟ المتابعة ، ماذا قال الله عز وجل عن هذه المتابعة :
﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ (33) ﴾
( سورة الرعد)
تصور الطبيب مرّ على مريض طلب التحليل ، الضغط مرتفع يعطي توجيهاً أوقفوا الملح ، يرى أن هناك فقر دم يعطي توجيهاً بإعطائه أدوية فيها حديد ، دائماً الطبيب يتابع حالة المريض ، وكل نقص أو زيادة أو تطرف في التحليلات في قرار يتخذه ، قال تعالى :
﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ (33) ﴾
( سورة الرعد)
هذه هي التربية ، مرة ثانية اسم الرب هو أقرب الأسماء الحسنى إلى الإنسان ، لأن الإنسان الأب أب لكن مرة كنت في الطريق أمشي فإذا إنسان يصيح لإنسان آخر قال له إذا ماله أب ماله رب ؟ له رب الله يربينا جميعاً ونحن في العناية المشددة إن شاء الله .
الآن يوجد معنى آخر للربوبية الله خالق كل شيء وحده ، هنا معنى جديد ، الله عز وجل يتفرد بالخلق ولا خالق إلا الله .
﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ (62) ﴾
( سورة الزمر)
خلق .
﴿ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) ﴾
( سورة الزمر)
تصرف ، لذلك سيدنا هود قال :
﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ .
( سورة هود )
متحدياً ، الله سبحانه وتعالى يتفرد بالخلق وبالتصرف .
القاعدة الدقيقة جداً أن كمال الخلق يدل على كمال التصرف ، وفي هذا الكون آيات باهرات دالة على قيوم الأرض والسماوات .
الله عز وجل له أسماؤه الحسنى وصفاته الفضلى ، قال تعالى :
﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ .
( سورة الأعراف الآية : 180 )
الآن من معاني الربوبية ، قال تعالى :
﴿ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) ﴾
( سورة الشعراء)
من هو الله رب العالمين ؟ قال تعالى :
﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) ﴾
( سورة الشعراء )
هذا هو الرب لذلك لا يليق ولا يقبل ولا يعقل أن تعبد غير الخالق ، قال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ .
( سورة البقرة )
﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ .
( سورة الأعراف الآية : 180 )
لعل اسم الرب اسم الله الأعظم ، بل إن اسم الله الأعظم هو الاسم الذي أنت في أمس الحاجة إليه ، فالفقير اسم الله الأعظم له المغني ، والمظلوم اسم الله الأعظم له العدل ، والضعيف اسم الله الأعظم القوي ، والمهزوم اسم الله الأعظم الناصر ، والجاهل اسم الله الأعظم العليم ، فأنت في أية حاجة تحتاج إلى أسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى ، قال تعالى:
﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) ﴾
( سورة الشعراء )
لذلك أيها الأخوة الرب هو الذي يربي عباده ، يربي أجسامهم ، ويربي نفوسهم ويهديهم إلى مصالحهم ، ويهديهم إليه عن طريق الوحي ، ويهديهم بالتوفيق ثم يهديهم إلى الجنة ، يهديهم إلى مصالحهم بالأجهزة والخصائص التي منحوا إياها ويهديهم إليه بالوحي ويهديهم بالتوفيق ، قال تعالى :
﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) ﴾
( سورة الكهف)
ثم يهديهم إلى الجنة لذلك أيها الأخوة ، معرفة أسماء الله الحسنى جزء أساسي من عقيدة المسلم بل هو من أبرز خصائص عقيدة المسلم .
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الأخوة الكرام ، كما تعلمون :
(( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا ، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ))
[ متفق عليه عن أبي هريرة]
وفي القرآن الكريم :
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (180) ﴾
( سورة الأعراف )
وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام : أن لله أسماً أعظماً ، فما اسم الله الأعظم ؟ بعضهم قال الحي القيوم ، وهناك اجتهاد مقبول أن اسم الله الأعظم هو الاسم الذي يتعلق بحالك ، فالمريض اسم الله الأعظم له الشافي ، والفقير اسم الله الأعظم له المغني ، والمظلوم اسم الله الأعظم له العدل ، والمقهور اسم الله الأعظم له الناصر ، وقد ورد أن الرب اسم الله الأعظم لأنه أقرب الأسماء الحسنى إلى الإنسان ، لذلك قال تعالى :
﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) ﴾
( سورة البلد )
الحقيقة نظام الأبوة من أكبر الآيات الدالة على عظمة الله ، أن إنسان سعادته بسعادة ابنه ، طمأنينته بطمأنينة ابنه ، نظام الأبوية يدل على الله ، إنسان يتمنى أن تسبقه ، يتمنى أن تتفوق عليه ، لا يسعده إلا سلامتك وسعادتك لذلك قال تعالى :
﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) ﴾
( سورة البلد )
يعني لو تصورنا أن مؤسسة ضخمة أرادت أن تعين موظفاً ، هذا الموظف يخضع للتجريب في هذه الفترة التجريبية تحصى عليه أخطاؤه ، فإذا كانت بحجم غير مقبول رفض ، لكن لو أن مدير المؤسسة أراد أن يكون ابنه هو الموظف ، ما الذي يحصل ؟ ليس القصد هنا إحصاء الأخطاء ولكن القصد أن يربى ، فعند كل خطأ يُوَجّه ، يعلم ، يحاسب ، هذا شأن الأب .
إذا قلنا الحمد لله رب العالمين ، ما معنى كلمة رب بالمعنى البسيط ؟ الأولي البديهي أن الأب يهيئ لأسرته بيتاً ، يهيئ لهذا البيت أثاثاً ، يهي لهذا البيت أجهزة ، يهيئ لهذا البيت طعاماً وشراباً ، إن رأى ابنه مريضاً يسارع إلى معالجته ويشرف على إعطاء الدواء ، وإن رأى بيد ابنه حاجةً ليست له يسأله يحقق معه قد يعاقبه ، قد يؤدبه ، يعني أبسط شرح لمعنى الرب هو الأب الحاني على أولاده ، يهيئ المسكن والحاجات والطعام والشراب والمدرسة والغرفة الخاصة والتوجيه والتعليم والمحاسبة والتربية والعقاب أحياناً والمكافأة والتكريم .
يمكن أن نفهم معنى اسم الأب ببساطة من أب عالم ، من أب رحيم ، من أب يسعى لإمداد أولاده بكل ما يحتاجون ، ويسعى لتربية أجسامهم ، وتربية عقولهم ، وتربية نفوسهم ، وتربيتهم تربية اجتماعية ، وتربيتهم تربية بدنية ، وتربيتهم تربية جنسية ، هذا الأب الحاني العالم الرحيم الذي لا يقلقه إلا مصير أولاده ، لا يقلقه إلا سعادتهم ، إلا إيمانهم ، إلا سموهم ، يمكن أن نفهم معنى هذا الاسم الذي يمكن أن يكون اسم الله الأعظم من مفهومات الأبوة والبنوة لذلك ليس عجيباً أن يأتي نظام الأبوة آية دالة على عظمة الله .
﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) ﴾
( سورة البلد )
هذا الاسم أيها الأخوة ورد في القرآن الكريم ، قال تعالى :
﴿ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) ﴾
( سورة يس )
﴿ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) ﴾
( سورة سبأ )
ولعل هذا الاسم هو أقرب الأسماء الحسنى إلى الإنسان ، لأن الله عز وجل يربينا ، يربي أجسامنا ويربي نفوسنا ويربي عقولنا ، عن طريق آياته الكونية ، وعن طريق آياته التكوينية وعن طريق آياته القرآنية .
أيها الأخوة الكرام ، الله عز وجل في آيات كثيرة أشار إلى مفهوم الربوبية قال تعالى :
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
أعطاه القوام المنساب ، الأجهزة المناسبة ، الحواس المناسبة ، النسج المناسبة ، الخصائص المناسبة ، أعطى كل شيء خلقه التام ثم هدى .
1 – جهاز استقبال حراري :
لو أردنا أن نختار مخلوقاً من أتفه المخلوقات على الإنسان البعوضة ، البعوضة في رأسها مئة عين ، وثمانية وأربعون سناً في فمها ، وثلاثة قلوب في صدرها ، قلب مركزي وقلب لكل جناح ، لكل قلب أذينان ، وبطينان ، ودسامان .
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
من أدق معاني الربوبية أن الله عز وجل أعطى كل شيء خلقه ، هي بحاجة أن ترى الأشياء لا بألوانها ، ولا بحجمها ، ولا بشكلها ، إنها ترى الأشياء بحرارتها ، أعطى الله البعوضة جهاز استقبال حرارياً ، حساسية هذا الجهاز واحد على ألف من الدرجة المئوية .
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
أعطاها جهاز استقبال حرارياً أي جهاز رادار .
2 ـ جهاز تحليل للدم :
عندها جهاز تحليل للدم ما كل دم يناسبها تحلل الدم أولاً ، ثم تمتصه ثانياً ، وقد ينام أخوان على سرير واحد يستيقظ الأول وقد ملئ بلسع البعوض والثاني لم يصب بشيء .
3 ـ جهاز تمييع :
جهاز تمييع ، لأن لزوجة دم الإنسان لا يسري بخرطومها .
4 ـ جهاز تخدير :
أعطى البعوضة جهاز تخدير لكي لا تقتل في أثناء امتصاص الدم ، تمتص الدم وتطير وتبتعد ينتهي مفعول التخدير فيشعر الإنسان بوخز في يده فيتوهم أنها على يده فيضربها وهي في سماء الغرفة تضحك عليه .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
أعطاها جهاز تحليل ، أعطاها جهاز تمييع ، أعطاها جهاز تخدير ، أعطاها جهاز استقبال حراري ، في فمها ثمانية وأربعون سناً ، في رأسها مئة عين ، في صدرها ثلاثة قلوب ، قلب مركزي وقلب لكل جناح ، الآن في خرطومها ست سكاكين ، أربع سكاكين تحدث جرحاً مربعاً ، وسكينان تلتئمان على شكل أنبوبين لامتصاص الدم وفي أرجلها محاجم إذا وقفت على بلور على سطح أملس على الضغط ، وفي أرجلها مخالب إذا وقفت على سطح خشن .
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
قس على ذلك قال تعالى :
﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ﴾
( سورة التين)
1 – العين :
أعطاك عينين من أجل أن تدرك البعد الثالث ، بعين واحدة ترى الطول والعرض بعينين ترى البعد الثالث ، أعطاك أذنين من أجل أن تعرف جهة الصوت ، قد ينطلق بوق مركبة من على يمينك يدخل هذا الصوت إلى الأذن اليمنى قبل اليسرى بفارق واحد على ألف وستمئة وعشرين جزءاً من الثانية ، يوجد بالدماغ جهاز يكشف تفاضل الصوتين فيكتشف أن البوق من الجهة اليمنى ، فيعطي الدماغ أمراً بالانتقال إلى الجهة اليسرى .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
2 ـ الشعر :
لكل شعرة شريان ، ووريد ، وعصب ، وعضلة ، وغدة دهنية ، وغدة صبغية ، لكل شعرة .
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
في شبكية العين مئة وثلاثون مليون عصية ومخروط ، مئة وثلاثون مليون بمليمتر وربع يعني بواقع مئة مليون مستقبل ضوئي في كل مليمتر مربع من أجل أن تميز بين ثمانية ملايين لون .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
3 ـ الدماغ :
جعل في ماء العين مادة مضادة للتجمد ، جعل الدماغ يتألف من مئة وأربعين مليار خلية استنادية سمراء لم تعرف وظيفتها بعد .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
الحديث عن الجسم والله يستغرق سنوات وسنوات ، قال تعالى :
﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) ﴾
( سورة الذاريات)
دقق في معنى الربوبية .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
4 ـ العظم :
هذا في الإنسان ، الإنسان عظمه ينمو ويصل إلى الحد المناسب ويتوقف النمو ، يعبر العلماء عن هذه الحالة بنوم الخلية العظمية يكسر العظم بعد سبعين سنة تستيقظ الخلية العظمية وترمم هذا الكسر .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
لم يجعل لك في الشعر أعصاب حس وإلا أنت مضطر إلى أن تذهب إلى المستشفى وتخدر تخديراً كاملاً كي تحلق شعرك .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
1 ـ جعل الله في طحال المولود كمية حديد تكفيه سنتين إلى أن يأكل :
نحن نفهم الأشياء فهماً سطحياً ، لو تعمقنا في خلقنا لرأينا عظمة الله عز وجل ، معنى الرب أعطاك كل ما تملك ، الطفل الصغير ليس في حليب أمه حديد ، جعل الله في طحال المولود كمية حديد تكفيه سنتين إلى أن يأكل .
2 ـ تزويد الجنين بمنعكس المص :
أعطى الطفل الرضيع منعكس المص لمجرد أن يولد يلتقم ثدي أمه ويحكم الإغلاق ويسحب الهواء فيأتيه الحليب .
3 ـ تزويد الطفل عند الولادة بمادة مذيبة للشحم :
جهازه الهضمي ممتلئ بمادة شحمية عند الولادة في أول يومين لا يأتيه الحليب يأتيه مادة مذيبة للشحم .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
الحديث عن هذا الموضوع لا ينتهي ، لكن ما معنى الرب ؟ أعطاك كل ما تستطيع ، كل ما تحتاجه من أجهزة ، من أدوات ، من نسج ، من خصائص ، يعني في بالقلب شريان ليس له وظيفة واضحة جداً ، وظيفته الواضحة عند انسداد بعض الشرايين يؤخذ هذا الشريان ويوضع كقطع غيار للقلب .
الحديث بخلق الإنسان لا ينتهي ، لكن معنى الرب أنه أعطاك كل ما تحتاج ، قال ثم هدى ، هداك إلى مصالحك ، أنت ماشي لكي لا تقع أودع في أذنك الوسطى جهاز توازن جهاز التوازن ثلاث قنوات فيها سائل وفي أشعار فوق السائل فأنت إذا ملت يمنة السائل يبقى مستوياً ، يمس الجدار المائل ، تتحسس الأشعار ، تعيد وضعك لولا جهاز التوازن ما في إنسان يمشي على قدمين أبداً ، والدليل لن تستطيع أن توقف الميت على قدمه ، فقد التوازن ، أنت بالتوازن لك أرجل لطيفة صغيرة لولا جهاز التوازن لاحتجت إلى قاعدة استناد واسعة جداً ، والدليل في بعض محلات الأقمشة يضعون تمثال لامرأة انظر إلى القاعدة سبعين سنتمتر من أجل أن يبقى هذا الجسم منتصباً .
﴿ قَالَ رَبُّنَا أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
في قرص لحمي ينزل مع الجنين في هذا القرص شيء لا يصدق تجتمع في هذا القرص دورة دم الأم مع دورة الجنين ، ولا يختلطان ، ولكل دم زمرة ومعلوم عند الأطباء أن الدم إذا جاءه دم من زمرة أخرى ينحل فوراً ، لو أن دم الأم والابن اختلطا لماتت الأم والجنين فوراً ، لا يختلطان ، بينهما غشاء هذا الغشاء سماه الأطباء الغشاء العاقل ، يأخذ الأوكسجين من دم الأم يضعه في دم الجنين ، طبعاً لما أخذ الأوكسجين قام الغشاء العاقل بدور جهاز التنفس ، يأخذ المواد السكرية من دم الأم فيطرحها في دم الجنين ، قام بدور جهاز الهضم ، يأخذ الأنسولين من دم الأم فيطرحه في دم الجنين ، قام بدور البنكرياس ، صار في الجنين سكر وأوكسجين وأنسولين ، يحترق السكر عن طريق الأوكسجين بوساطة الأنسولين فالجنين حرارته سبع وثلاثين ، ناتج الاحتراق ثاني أكسيد الكربون يأتي الغشاء العاقل يأخذ ثاني أكسيد الكربون من دم الجنين يضعه في دم الأم ، جزء من تنفس الأم ثاني أكسيد كربون الجنين ، يأخذ عوامل مناعة الأم عبر الغشاء العاقل إلى دم الجنين ، كل الأمراض التي أصيبت بها أمه هو محصن منها ، والغشاء العاقل يختار الغذاء المناسب ، البروتين ، الشحوم ، السكريات ، الفيتامينات ، المعادن ، أشباه المعادن ، وكأنه عالم من علماء التغذية وهذه النسب تتبدل ساعياً وينفذها ، لذلك سماه الأطباء الغشاء العاقل ، ولو لسلم الغشاء العاقل إلى مجموعة أطباء في قمة التفوق لمات الجنين في ساعة واحدة .
الآن الطفل بحاجة إلى مادة معينة ليست في دم أمه ، الأم تشتهي طعاماً فيه هذه المادة ، شهوة الأم الحامل حاجة ابنها إلى بعض الأغذية .
﴿ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ (50) ﴾
( سورة طه)
﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ (28) ﴾
( سورة فاطر)
كلما ازددت فهماً بدقائق آيات الله في خلقه كلما ازددت تعظيماً لله عز وجل وخشية له وخضوعاً له .
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
أعطاه الخلق الكامل ، الحوت وزنه مئة وخمسين طن ، خمسين طن دهن ، وخمسين طن عظم ، وخمسين طن لحم ، ويستخرج من الحوت تسعون برميلاً زيت سمك و يرضع وليده ثلاثمئة كغ في اليوم ثلاث مرات ، طن من الحليب كل يوم .
﴿ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ (50) ﴾
( سورة طه)
من بعوضة فيها أجهزة متنوعة إلى الحوت الأزرق الذي يزيد وزنه عن مئة وخمسين طناً .
﴿ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
أنت حينما تتفكر في خلق السماوات والأرض تجد نفسك أمام عظمة الله وكأن التفكر في خلق السماوات والأرض أقرب طريق إلى الله ، وأوسع باب تدخل منه على الله ، ولا تنسى هذه الآية :
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾
( سورة طه)
الآن موضوع المتابعة ، انظر إلى الأب الكامل العالم الرحيم الحاني ، كيف أنه يتابع أولاده متى جاء ؟ متى خرج ؟ من صديقه ؟ لماذا تأخرت ؟ المتابعة ، ماذا قال الله عز وجل عن هذه المتابعة :
﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ (33) ﴾
( سورة الرعد)
تصور الطبيب مرّ على مريض طلب التحليل ، الضغط مرتفع يعطي توجيهاً أوقفوا الملح ، يرى أن هناك فقر دم يعطي توجيهاً بإعطائه أدوية فيها حديد ، دائماً الطبيب يتابع حالة المريض ، وكل نقص أو زيادة أو تطرف في التحليلات في قرار يتخذه ، قال تعالى :
﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ (33) ﴾
( سورة الرعد)
هذه هي التربية ، مرة ثانية اسم الرب هو أقرب الأسماء الحسنى إلى الإنسان ، لأن الإنسان الأب أب لكن مرة كنت في الطريق أمشي فإذا إنسان يصيح لإنسان آخر قال له إذا ماله أب ماله رب ؟ له رب الله يربينا جميعاً ونحن في العناية المشددة إن شاء الله .
الآن يوجد معنى آخر للربوبية الله خالق كل شيء وحده ، هنا معنى جديد ، الله عز وجل يتفرد بالخلق ولا خالق إلا الله .
﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ (62) ﴾
( سورة الزمر)
خلق .
﴿ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) ﴾
( سورة الزمر)
تصرف ، لذلك سيدنا هود قال :
﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ .
( سورة هود )
متحدياً ، الله سبحانه وتعالى يتفرد بالخلق وبالتصرف .
القاعدة الدقيقة جداً أن كمال الخلق يدل على كمال التصرف ، وفي هذا الكون آيات باهرات دالة على قيوم الأرض والسماوات .
الله عز وجل له أسماؤه الحسنى وصفاته الفضلى ، قال تعالى :
﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ .
( سورة الأعراف الآية : 180 )
الآن من معاني الربوبية ، قال تعالى :
﴿ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) ﴾
( سورة الشعراء)
من هو الله رب العالمين ؟ قال تعالى :
﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) ﴾
( سورة الشعراء )
هذا هو الرب لذلك لا يليق ولا يقبل ولا يعقل أن تعبد غير الخالق ، قال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ .
( سورة البقرة )
﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ .
( سورة الأعراف الآية : 180 )
لعل اسم الرب اسم الله الأعظم ، بل إن اسم الله الأعظم هو الاسم الذي أنت في أمس الحاجة إليه ، فالفقير اسم الله الأعظم له المغني ، والمظلوم اسم الله الأعظم له العدل ، والضعيف اسم الله الأعظم القوي ، والمهزوم اسم الله الأعظم الناصر ، والجاهل اسم الله الأعظم العليم ، فأنت في أية حاجة تحتاج إلى أسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى ، قال تعالى:
﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) ﴾
( سورة الشعراء )
لذلك أيها الأخوة الرب هو الذي يربي عباده ، يربي أجسامهم ، ويربي نفوسهم ويهديهم إلى مصالحهم ، ويهديهم إليه عن طريق الوحي ، ويهديهم بالتوفيق ثم يهديهم إلى الجنة ، يهديهم إلى مصالحهم بالأجهزة والخصائص التي منحوا إياها ويهديهم إليه بالوحي ويهديهم بالتوفيق ، قال تعالى :
﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) ﴾
( سورة الكهف)
ثم يهديهم إلى الجنة لذلك أيها الأخوة ، معرفة أسماء الله الحسنى جزء أساسي من عقيدة المسلم بل هو من أبرز خصائص عقيدة المسلم .
والحمد لله رب العالمين
الحبيب المصطفى- مشرف 2
-
عدد المساهمات : 51
تاريخ التسجيل : 09/11/2011
بطاقة الشخصية
العب معنا: 5
مواضيع مماثلة
» أسماء الله الحسنى
» أسماء الله الحسنى وتفسيرها
» "كيف يُنال رضا الله عز وجل"
» شعر الحروف الهجائيه في مد ح الرسول الله صلى الله عليه وسلم
» لااله الا الله
» أسماء الله الحسنى وتفسيرها
» "كيف يُنال رضا الله عز وجل"
» شعر الحروف الهجائيه في مد ح الرسول الله صلى الله عليه وسلم
» لااله الا الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى