الرسوم المتحركة المستوردة أكبر خطر على عقائد أطفالنا
صفحة 1 من اصل 1
الرسوم المتحركة المستوردة أكبر خطر على عقائد أطفالنا
دراسة علمية تؤكد: الرسوم المتحركة المستوردة أكبر خطر على عقائد أطفالنا
حذرت دراسة علمية من خطورة تأثير الرسوم المتحركة المستوردة على عقيدة أطفال المسلمين، لما تتضمنه من انحرافات في الأفكار تستهدف زعزعة الإيمان في عقول النشء، مؤكدة على ضرورة تضافر جميع الجهود لإصلاح القنوات، والفضائيات لحماية نشئنا مما يحاك ضده، فالقضية لم تعد خافية، وأشارت الدراسة إلى أن حربا فكرية عقدية ضد الإسلام، وأهله تستهدف أولا عقيدة أبناء المسلمين، ومرتكزات الدين، والإيمان بالله وكتبه ورسله، وكشفت الدراسة أن فترة تعلق الأطفال بوسائل الإعلام مرتفعة عند سن الثالثة للذكور، والخامسة للإناث، وهذه أخطر مراحل نمو الطفل، وبناء أفكاره، ومعتقداته.
وأظهرت الدراسة عدم إدراك نسبة عالية من الأمهات لدور الرسوم المتحركة في ترسيخ العقيدة الصحيحة، ومن عدمها لدى الأطفال، حيث إن 75% ممن شملتهم الدراسة لم يجزم بأثر الرسوم المتحركة في بناء عقيدة الطفل، وهذا ينم عن حاجة ماسة لإعادة بناء ما يشاهده الأطفال، مشيرة إلى أن دور الرسوم المتحركة في بناء خيال الطفل الذي يقوده لتبني قناعات في غاية الخطورة على نفسية الطفل، وللأسف أن هذه القضية، قضية أثر الرسوم المتحركة على عقلية الأطفال، ورغم عظم متعلقها لم تطرح بصورة تلائم، وتساوي مستوى الخطر المحدق بأطفالنا.
أثر وسائل الإعلام
جاء ذلك في الدراسة التي أعدتها الباحثة هدى بنت محمد بن جار الله الغفيص بعنوان: (أثر وسائل الإعلام المرئية على عقيدة الطفل)، وحصلت بها على درجة الدكتوراه من قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية للبنات ببريدة.
واستهدفت الدراسة معرفة أثر وسائل الإعلام المرئية على عقيدة الطفل، وتأسيس العقيدة الصحيحة منذ الصغر والتأثير الكبير لوسائل الإعلام المرئية على الأطفال بالمقارنة بالكبار، وأن ما يكسبه الطفل من عقائد له أثر عظيم في تكوين شخصيته، وأن العقيدة ترتبط بفكر الطفل، والاقتران الواضح بين العقيدة الصحيحة والأخلاق الفاضلة، ودور وسائل الإعلام في ترسيخ العقائد ومحاربة الانحرافات والعقائد الفاسدة، وأنه يوجد في وسائل الإعلام ما هو جيد وما هو ردي، خاصة مع الانفتاح على شعوب العالم.
والدراسة جاءت في ثلاثة أقسام، القسم الأول تناول العرض الإيجابي والسلبي في الرسوم المتحركة لعقيدة الإيمان بالله تعالى من خلال وسائل الإعلام واثره على عقيدة الطفل، حيث تناول عقيدة الإيمان بالله كما وردت في الكتاب والسنة وكتب السلف، ونماذج من أثر هذه الرسوم على عقيدة الطفل، والانحرافات الواردة في الرسوم المتحركة القادمة في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وعرض لمظاهر الشرك من خلال الرسوم المتحركة.
أما القسم الثاني فقد تناولت فيه الباحثة العرض الإيجابي والسلبي في الرسوم المتحركة لعقيدة الإيمان بالملائكة من خلال وسائل الإعلام، وأثر ذلك على عقيدة الأطفال، وفي القسم الثالث تناولت اثر هذه الرسوم على عقيدة الإيمان بالكتب السماوية، والقسم الرابع أثر الرسوم المتحركة على عقيدة الإيمان بالرسل، والخامس: عن أثر الرسوم على عقيدة الإيمان باليوم الآخر، والسادس عن أثرها على عقيدة الإيمان بالقدر خيره وشره.
تأثير عقيدة الطفل
وقالت د. هدى الغفيص: إن الدراسة خلصت إلى توصيات مهمة لما للرسوم المتحركة من تأثير خطير على عقيدة الطفل المسلم وهذا يتطلب تضافر دور جميع الجهات المسؤولة لمواجهة هذا الخطر بدءا من الأسرة ثم المدرسة ثم الجهات المسؤولة عن الثقافة والإعلام والتربية، مشيرة إلى أن آثار الرسوم المتحركة الإيجابية والسلبية على عقيدة الطفل تدعونا إلى مضاعفة الجهد تربية وتعليما لهذه الفئة المستهدفة ولسنا في حاجة إلى اختراع طرق للوقاية، بل إن ما علينا هو التطبيق الحق لشرع الله سبحانه وتعالى، والاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم، واقتضاء أثر السلف الصالح، وكيف كانوا يربون أطفالهم ويبذرون لهم الحصانة العقلية والعاطفية، أما واقعنا المعاصر فنجد اهتمام الأهل بتعليم أطفالهم العلوم التجريبية واللغات الأجنبية، أما أمور دينهم التي بها يستقيم أمر الطفل فيهملوها فلا هم خصصوا لأطفالهم وقتا لتعليمهم أصول دينهم ولا هم جلبوا لهم من يعلمهم، ما عدا قلة لا ينكر جميل وجليل حرصهم.
ووضعت الباحثة برنامجا عمليا لتربية الأبناء تربية إيمانية تقوم على عدة محاور هي: تربية الطفل على تعظيم الله جل وعلا في قلبه وسلوكه، وغرس محبة الله جل وعلا في قلوب أطفالنا، والعناية بغرس عقيدة شكر الله في نفوسهم، وتنمية محبة رسول الله لديهم وما تقتضيه هذه المحبة، وربط النشء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وتذكير الطفل بدوام مراقبة الله له فهو خير رادع، وتبصيرهم بأعدائهم ما يخططون لهم، وغرس أهمية الدعاء في حياة المسلم.
الآثار السلبية
أما عن الآثار السلبية لوسائل الإعلام وكيفية علاجها فقد أشارت الدراسة إلى تبني منهج تربوي قائم على التنشئة الإيمانية المبني على إصلاح القلوب وتقوية العقيدة يمنع أو يحد من هذه الآثار السلبية. وقد رصدت الدراسة بعض هذه الآثار وكيفية وضع الحلول لها منها:
أولاً: كثرة إجراء المقابلات الإعلامية مع نجوم الكرة والفن والاشتغال بحياتهم وحفلاتهم وتحويلهم قدوة للأبناء، وتقترح الدراسة ربط الطفل بقدوته رسول الله عن طريق تحويل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى واقع قصصي يعيشه الطفل.
ثانياً: حفظ الطفل لأسماء شخصيات الرسوم المتحركة وطلبة ملابس مثل التي يرتديها هؤلاء الأطفال والحل أن نجعل الطفل يحاكي حياة رسوله صلى الله عليه وسلم والصحابة وتاريخ المسلمين.
ثالثاً: سهولة تلقي الطفل وتقبله لأفكار لا تتوافق ومعتقداتنا وتعالج الدراسة هذه النقطة بتقوية الحصانة الذاتية لدى الأطفال وتعليمهم كتاب الله والعناية به، وبربطهم به في كل من شؤون حياتهم.
رابعاً: تدني مستوى الاعتزاز والفخر بالانتماء للإسلام وذلك بسبب عدم تربية الطفل على حب الإسلام وتوعيته بقيمة كونه مسلما موحدا، ولحل هذه المسألة يجب الاستمرار في عرض مزايا الإسلام واستغلال المناسبات لذلك ومقارنته بغيره من الأديان، وعلينا أن نحس بالمسؤولية والصدق في حمل الأمانة.
المؤسسات التربوية والإعلامية
وتتناول الدراسة دور المؤسسات التربوية في البناء العقدي لدى الطفل من خلال تبني منهج عملي للمربين يكون مركزا على مرحلة الطفولة حيث يعنى بما يكتسبه الطفل من عادات وقيم وأخلاقيات وسلوكيات، وأن يركز البرنامج على الكيف لا الكم، فنعلمه عشرة من أسماء الله الحسنى وركائز الإسلام ونماذج من سيرة وحياة الرسول وغرس العقيدة الصحيحة فيه، ويكون في هذا البرنامج جزء مهم بتعديل وتبديل السلوكيات والأفكار وتبصير الناس بالواقع الذي يعيش فيه، وتحذيره من الأفكار الإلحادية وكل فكرة تضعف الشعور الديني.
وتناولت توصيات الدراسة الدور الذي يجب أن تقوم به المؤسسات الإعلامية في صناعة البرامج التي تعنى بالبناء النفسي السليم لأطفالنا وفق ثوابت العقيدة، مؤكدة على تنفيذ ميثاق حقوق الطفل العربي الذي ينص على أن تنمية الطفولة ورعايتها وصون حقوقها مكون أساسي من مكونات التنمية الاجتماعية، بل هو جوهر التنمية الشاملة، ولذلك لا بد من أن يكون الإصلاح من القاعدة، وهي كتاب برامج الأطفال فلا بد أن نخرج كتابا لأدب الطفل يغرس مفاهيم وقيم الأطفال، ثم نعمل على إخراج هذا الأدب صوتا وصورة لأطفال المسلمين، وحتى نخرج إعلاميين متخصصين بإعلام الطفل نوجد كلية تدرس على مدى أربع سنوات إعلام الطفل من إخراج وسيناريو ومونتاج، وغيره من فروع الإعلام، حتى نرى إعلاما وقد وصل لمصاف الدول التي نال إنتاجها شهرة عالمية، وتطالب الدراسة بالاهتمام بأدب الطفل وتوظيفه لغرس العقائد، وقبل ذلك إلزام مصادر الثقافة سواء، كانت صحافة أو مجلات أو مواقع على شبكة الإنترنت بأن تخصص جزءاً من منشوراتها لأدب الأطفال، وعلى الجهات المسؤولة أن تدقق فيما ينشر ويبث للأطفال وتطوير كفاءة العاملين في حقل الرقابة الإعلامية.
خصائص صناعة البرامج
وتقترح الدراسة بعض الخصائص التي ينبغي على صانعي برامج الأطفال أن يضعوها أمام أعينهم ومنها: البعد عن إنتاج البرامج التي تثير الرعب وتزرع الخوف في قلب الطفل لأنه يكون في مرحلة مهيأ فيها نفسيا لتقبل مثل هذه المثيرات لأن الطفل من سنتين إلى خمس سنوات يخاف من الوحدة ومن النار ومن الحيوانات ومن الأشياء الخيالية مثل الأشياح والعفاريت. وتصوير مثل هذه المشاهد يتخرج أطفالا مضطربين نفسيا، وأن تهتم البرامج المخصصة للأطفال ببث القيم، وعدم إعطاء جرعة كبيرة للبكاء لأن هذا لا يبني إلا شخصية ضعيفة غير قادرة على تحمل الصعاب، إنما تبث القيم من خلال القوالب المرحة والأفكار التفاؤلية السعيدة، مؤكدة الدراسة على أن إعلام الطفل علم وفن قبل أن يكون هواية، وعلينا أن نهتم بهذه المنظومة العلمية والمهارية والفنية، ولا نفرط في استخدام الخيال لأنه أمر غاية في الخطورة على مدركات الأطفال فينبغي إدراجه بصورة قليلة.
وتؤكد الدراسة على ضرورة تحليل أثر الرسوم المتحركة، الموافقة للمعايير الشرعية حتى لا تكون الغاية منها التسلية وإيجاد البديل وأن نعرف ماذا قدم البديل الإسلامي للأطفال، لأن الملاحظ أن غالبية البدائل تعنى بعدم إيراد ما يخالف المعايير الإسلامية لكن أهملت جانبا مهما وهو كيف تساهم في غرس العقائد الإسلامية وفق خطة مدروسة مناسبة لعمر المتلقي، وضرورة أن يقوم المتخصصون بالعلوم الشرعية بواجب التصدي للحملات التي تستهدف عقول الناشئة دون هوادة. وأشارت الدراسة إلى ضرورة فتح الحوارات على مستوى المعنيين بالطفولة من العلماء والتربويين والإعلاميين عن أثر الرسوم المتحركة على أطفالنا والسماح للطفل بأن يعيش في ثقافة غير ثقافته، نتيجتها إذا كبر على هذه المفاهيم ستجعله يعيش في عزلة عن المجتمع، ولأن من الآثار الخطيرة للرسوم المتحركة إضعاف انتماء الطفل لبيئته ووطنه، لأن غالب ما يشاهده ويتربى عليه في الرسوم المتحركة من بيئة وأشخاص من مجتمع لا ينتمي لمجتمعنا لغة ولا سمة وأن من أسباب تأثير الرسوم المتحركة على أطفالنا التقصير في جانب الحوار مع الأطفال وهذا مطلب نفسي ينبغي العناية به، وأن أكبر المخالفات من الرسوم المتحركة على الأطفال كان على أركان الإيمان وأنها تهدم العقيدة
حذرت دراسة علمية من خطورة تأثير الرسوم المتحركة المستوردة على عقيدة أطفال المسلمين، لما تتضمنه من انحرافات في الأفكار تستهدف زعزعة الإيمان في عقول النشء، مؤكدة على ضرورة تضافر جميع الجهود لإصلاح القنوات، والفضائيات لحماية نشئنا مما يحاك ضده، فالقضية لم تعد خافية، وأشارت الدراسة إلى أن حربا فكرية عقدية ضد الإسلام، وأهله تستهدف أولا عقيدة أبناء المسلمين، ومرتكزات الدين، والإيمان بالله وكتبه ورسله، وكشفت الدراسة أن فترة تعلق الأطفال بوسائل الإعلام مرتفعة عند سن الثالثة للذكور، والخامسة للإناث، وهذه أخطر مراحل نمو الطفل، وبناء أفكاره، ومعتقداته.
وأظهرت الدراسة عدم إدراك نسبة عالية من الأمهات لدور الرسوم المتحركة في ترسيخ العقيدة الصحيحة، ومن عدمها لدى الأطفال، حيث إن 75% ممن شملتهم الدراسة لم يجزم بأثر الرسوم المتحركة في بناء عقيدة الطفل، وهذا ينم عن حاجة ماسة لإعادة بناء ما يشاهده الأطفال، مشيرة إلى أن دور الرسوم المتحركة في بناء خيال الطفل الذي يقوده لتبني قناعات في غاية الخطورة على نفسية الطفل، وللأسف أن هذه القضية، قضية أثر الرسوم المتحركة على عقلية الأطفال، ورغم عظم متعلقها لم تطرح بصورة تلائم، وتساوي مستوى الخطر المحدق بأطفالنا.
أثر وسائل الإعلام
جاء ذلك في الدراسة التي أعدتها الباحثة هدى بنت محمد بن جار الله الغفيص بعنوان: (أثر وسائل الإعلام المرئية على عقيدة الطفل)، وحصلت بها على درجة الدكتوراه من قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية للبنات ببريدة.
واستهدفت الدراسة معرفة أثر وسائل الإعلام المرئية على عقيدة الطفل، وتأسيس العقيدة الصحيحة منذ الصغر والتأثير الكبير لوسائل الإعلام المرئية على الأطفال بالمقارنة بالكبار، وأن ما يكسبه الطفل من عقائد له أثر عظيم في تكوين شخصيته، وأن العقيدة ترتبط بفكر الطفل، والاقتران الواضح بين العقيدة الصحيحة والأخلاق الفاضلة، ودور وسائل الإعلام في ترسيخ العقائد ومحاربة الانحرافات والعقائد الفاسدة، وأنه يوجد في وسائل الإعلام ما هو جيد وما هو ردي، خاصة مع الانفتاح على شعوب العالم.
والدراسة جاءت في ثلاثة أقسام، القسم الأول تناول العرض الإيجابي والسلبي في الرسوم المتحركة لعقيدة الإيمان بالله تعالى من خلال وسائل الإعلام واثره على عقيدة الطفل، حيث تناول عقيدة الإيمان بالله كما وردت في الكتاب والسنة وكتب السلف، ونماذج من أثر هذه الرسوم على عقيدة الطفل، والانحرافات الواردة في الرسوم المتحركة القادمة في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وعرض لمظاهر الشرك من خلال الرسوم المتحركة.
أما القسم الثاني فقد تناولت فيه الباحثة العرض الإيجابي والسلبي في الرسوم المتحركة لعقيدة الإيمان بالملائكة من خلال وسائل الإعلام، وأثر ذلك على عقيدة الأطفال، وفي القسم الثالث تناولت اثر هذه الرسوم على عقيدة الإيمان بالكتب السماوية، والقسم الرابع أثر الرسوم المتحركة على عقيدة الإيمان بالرسل، والخامس: عن أثر الرسوم على عقيدة الإيمان باليوم الآخر، والسادس عن أثرها على عقيدة الإيمان بالقدر خيره وشره.
تأثير عقيدة الطفل
وقالت د. هدى الغفيص: إن الدراسة خلصت إلى توصيات مهمة لما للرسوم المتحركة من تأثير خطير على عقيدة الطفل المسلم وهذا يتطلب تضافر دور جميع الجهات المسؤولة لمواجهة هذا الخطر بدءا من الأسرة ثم المدرسة ثم الجهات المسؤولة عن الثقافة والإعلام والتربية، مشيرة إلى أن آثار الرسوم المتحركة الإيجابية والسلبية على عقيدة الطفل تدعونا إلى مضاعفة الجهد تربية وتعليما لهذه الفئة المستهدفة ولسنا في حاجة إلى اختراع طرق للوقاية، بل إن ما علينا هو التطبيق الحق لشرع الله سبحانه وتعالى، والاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم، واقتضاء أثر السلف الصالح، وكيف كانوا يربون أطفالهم ويبذرون لهم الحصانة العقلية والعاطفية، أما واقعنا المعاصر فنجد اهتمام الأهل بتعليم أطفالهم العلوم التجريبية واللغات الأجنبية، أما أمور دينهم التي بها يستقيم أمر الطفل فيهملوها فلا هم خصصوا لأطفالهم وقتا لتعليمهم أصول دينهم ولا هم جلبوا لهم من يعلمهم، ما عدا قلة لا ينكر جميل وجليل حرصهم.
ووضعت الباحثة برنامجا عمليا لتربية الأبناء تربية إيمانية تقوم على عدة محاور هي: تربية الطفل على تعظيم الله جل وعلا في قلبه وسلوكه، وغرس محبة الله جل وعلا في قلوب أطفالنا، والعناية بغرس عقيدة شكر الله في نفوسهم، وتنمية محبة رسول الله لديهم وما تقتضيه هذه المحبة، وربط النشء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وتذكير الطفل بدوام مراقبة الله له فهو خير رادع، وتبصيرهم بأعدائهم ما يخططون لهم، وغرس أهمية الدعاء في حياة المسلم.
الآثار السلبية
أما عن الآثار السلبية لوسائل الإعلام وكيفية علاجها فقد أشارت الدراسة إلى تبني منهج تربوي قائم على التنشئة الإيمانية المبني على إصلاح القلوب وتقوية العقيدة يمنع أو يحد من هذه الآثار السلبية. وقد رصدت الدراسة بعض هذه الآثار وكيفية وضع الحلول لها منها:
أولاً: كثرة إجراء المقابلات الإعلامية مع نجوم الكرة والفن والاشتغال بحياتهم وحفلاتهم وتحويلهم قدوة للأبناء، وتقترح الدراسة ربط الطفل بقدوته رسول الله عن طريق تحويل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى واقع قصصي يعيشه الطفل.
ثانياً: حفظ الطفل لأسماء شخصيات الرسوم المتحركة وطلبة ملابس مثل التي يرتديها هؤلاء الأطفال والحل أن نجعل الطفل يحاكي حياة رسوله صلى الله عليه وسلم والصحابة وتاريخ المسلمين.
ثالثاً: سهولة تلقي الطفل وتقبله لأفكار لا تتوافق ومعتقداتنا وتعالج الدراسة هذه النقطة بتقوية الحصانة الذاتية لدى الأطفال وتعليمهم كتاب الله والعناية به، وبربطهم به في كل من شؤون حياتهم.
رابعاً: تدني مستوى الاعتزاز والفخر بالانتماء للإسلام وذلك بسبب عدم تربية الطفل على حب الإسلام وتوعيته بقيمة كونه مسلما موحدا، ولحل هذه المسألة يجب الاستمرار في عرض مزايا الإسلام واستغلال المناسبات لذلك ومقارنته بغيره من الأديان، وعلينا أن نحس بالمسؤولية والصدق في حمل الأمانة.
المؤسسات التربوية والإعلامية
وتتناول الدراسة دور المؤسسات التربوية في البناء العقدي لدى الطفل من خلال تبني منهج عملي للمربين يكون مركزا على مرحلة الطفولة حيث يعنى بما يكتسبه الطفل من عادات وقيم وأخلاقيات وسلوكيات، وأن يركز البرنامج على الكيف لا الكم، فنعلمه عشرة من أسماء الله الحسنى وركائز الإسلام ونماذج من سيرة وحياة الرسول وغرس العقيدة الصحيحة فيه، ويكون في هذا البرنامج جزء مهم بتعديل وتبديل السلوكيات والأفكار وتبصير الناس بالواقع الذي يعيش فيه، وتحذيره من الأفكار الإلحادية وكل فكرة تضعف الشعور الديني.
وتناولت توصيات الدراسة الدور الذي يجب أن تقوم به المؤسسات الإعلامية في صناعة البرامج التي تعنى بالبناء النفسي السليم لأطفالنا وفق ثوابت العقيدة، مؤكدة على تنفيذ ميثاق حقوق الطفل العربي الذي ينص على أن تنمية الطفولة ورعايتها وصون حقوقها مكون أساسي من مكونات التنمية الاجتماعية، بل هو جوهر التنمية الشاملة، ولذلك لا بد من أن يكون الإصلاح من القاعدة، وهي كتاب برامج الأطفال فلا بد أن نخرج كتابا لأدب الطفل يغرس مفاهيم وقيم الأطفال، ثم نعمل على إخراج هذا الأدب صوتا وصورة لأطفال المسلمين، وحتى نخرج إعلاميين متخصصين بإعلام الطفل نوجد كلية تدرس على مدى أربع سنوات إعلام الطفل من إخراج وسيناريو ومونتاج، وغيره من فروع الإعلام، حتى نرى إعلاما وقد وصل لمصاف الدول التي نال إنتاجها شهرة عالمية، وتطالب الدراسة بالاهتمام بأدب الطفل وتوظيفه لغرس العقائد، وقبل ذلك إلزام مصادر الثقافة سواء، كانت صحافة أو مجلات أو مواقع على شبكة الإنترنت بأن تخصص جزءاً من منشوراتها لأدب الأطفال، وعلى الجهات المسؤولة أن تدقق فيما ينشر ويبث للأطفال وتطوير كفاءة العاملين في حقل الرقابة الإعلامية.
خصائص صناعة البرامج
وتقترح الدراسة بعض الخصائص التي ينبغي على صانعي برامج الأطفال أن يضعوها أمام أعينهم ومنها: البعد عن إنتاج البرامج التي تثير الرعب وتزرع الخوف في قلب الطفل لأنه يكون في مرحلة مهيأ فيها نفسيا لتقبل مثل هذه المثيرات لأن الطفل من سنتين إلى خمس سنوات يخاف من الوحدة ومن النار ومن الحيوانات ومن الأشياء الخيالية مثل الأشياح والعفاريت. وتصوير مثل هذه المشاهد يتخرج أطفالا مضطربين نفسيا، وأن تهتم البرامج المخصصة للأطفال ببث القيم، وعدم إعطاء جرعة كبيرة للبكاء لأن هذا لا يبني إلا شخصية ضعيفة غير قادرة على تحمل الصعاب، إنما تبث القيم من خلال القوالب المرحة والأفكار التفاؤلية السعيدة، مؤكدة الدراسة على أن إعلام الطفل علم وفن قبل أن يكون هواية، وعلينا أن نهتم بهذه المنظومة العلمية والمهارية والفنية، ولا نفرط في استخدام الخيال لأنه أمر غاية في الخطورة على مدركات الأطفال فينبغي إدراجه بصورة قليلة.
وتؤكد الدراسة على ضرورة تحليل أثر الرسوم المتحركة، الموافقة للمعايير الشرعية حتى لا تكون الغاية منها التسلية وإيجاد البديل وأن نعرف ماذا قدم البديل الإسلامي للأطفال، لأن الملاحظ أن غالبية البدائل تعنى بعدم إيراد ما يخالف المعايير الإسلامية لكن أهملت جانبا مهما وهو كيف تساهم في غرس العقائد الإسلامية وفق خطة مدروسة مناسبة لعمر المتلقي، وضرورة أن يقوم المتخصصون بالعلوم الشرعية بواجب التصدي للحملات التي تستهدف عقول الناشئة دون هوادة. وأشارت الدراسة إلى ضرورة فتح الحوارات على مستوى المعنيين بالطفولة من العلماء والتربويين والإعلاميين عن أثر الرسوم المتحركة على أطفالنا والسماح للطفل بأن يعيش في ثقافة غير ثقافته، نتيجتها إذا كبر على هذه المفاهيم ستجعله يعيش في عزلة عن المجتمع، ولأن من الآثار الخطيرة للرسوم المتحركة إضعاف انتماء الطفل لبيئته ووطنه، لأن غالب ما يشاهده ويتربى عليه في الرسوم المتحركة من بيئة وأشخاص من مجتمع لا ينتمي لمجتمعنا لغة ولا سمة وأن من أسباب تأثير الرسوم المتحركة على أطفالنا التقصير في جانب الحوار مع الأطفال وهذا مطلب نفسي ينبغي العناية به، وأن أكبر المخالفات من الرسوم المتحركة على الأطفال كان على أركان الإيمان وأنها تهدم العقيدة
habib94paris- مشرف 2
-
عدد المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 31
بطاقة الشخصية
العب معنا: 5
مواضيع مماثلة
» أكبر علم طائر
» في أكبر عائلة في العالم
» ما هو أكبر عدد رقم ذكر في القرآن الكريم؟ وهل هنالك حكمة في ذكر هذا العدد؟
» Youtube أكبر موقع للفيديو في العالم يعلن عن قنوات أكثر
» في أكبر عائلة في العالم
» ما هو أكبر عدد رقم ذكر في القرآن الكريم؟ وهل هنالك حكمة في ذكر هذا العدد؟
» Youtube أكبر موقع للفيديو في العالم يعلن عن قنوات أكثر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى