lycee nouveau mazouna
ادارة منتدى الثانوية الجديدة مازونة ترحب بكم
**********************
********أهــلا و سهــــلا*******

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

lycee nouveau mazouna
ادارة منتدى الثانوية الجديدة مازونة ترحب بكم
**********************
********أهــلا و سهــــلا*******
lycee nouveau mazouna
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ محمد الحسن ولد الددو

اذهب الى الأسفل

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ محمد الحسن ولد الددو Empty نصرة النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ محمد الحسن ولد الددو

مُساهمة  الحبيب المصطفى السبت نوفمبر 19, 2011 11:55 pm

صرة النبي صلى الله عليه وسلم

- مكانة النبي ووجوب نصرته
- مفهوم النصرة وسبل تحقيقها
- دور ولاة الأمور في نصرة النبي
- المقاطعة.. جدواها وحكمها

عبد الصمد ناصر: السلام عليكم ورحمة الله وأهلا بكم إلى حلقة أخرى من برنامج الشريعة والحياة، يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} صدق الله العظيم، على خلفية الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم تنادى العلماء والدعاة في العلم الإسلامي وممثلو المنظمات الإسلامية في الغرب لعقد المؤتمرات وبحث السبل العملية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم وانطلقت الجهود في التعريف بشخصه ورسالته فكيف تكون الاستجابة والنصرة في الوقت أو في الواقع المعاصر وما هي وسائلها العملية وما هو دور ولاة الأمور في تحقيق النصرة وكيف كان هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الآخرين من خصومه؟ نصرة النبي صلى الله عليه وسلم موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع الداعية الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الددو مدير مركز تكوين العلماء بنواكشوط، فضيلة الشيخ أهلا بك.

محمد الحسن ولد الددو- مدير مركز تكوين العلماء- نواكشوط: أهلا بكم.

مكانة النبي ووجوب نصرته

عبد الصمد ناصر: لو بدأنا بالآية التالية {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} هذه الآية وغيرها من آيات كثيرة دالة على رفعة قدر الرسول صلى الله عليه وسلم وسمو أوصافه وشمائله، لو حدثتنا فضيلة الشيخ انطلاقا من هذه الآيات عن مكانة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم والسنة النبوية.

محمد الحسن ولد الددو: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين وعلى أهله وأصحابه ومن اهتدي بهديه وأستن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد فإن الله سبحانه وتعالى قد اختار محمدا صلى الله عليه وسلم من البشر وشرفه بأن جعله إمام المرسلين وقائدهم وأرسل إليه أفضل الشرائع وأنزل إليه أفضل الكتب واختاره من بين خلقه فما من وصف حميد إلا وهو متصف به فهو خليل الله وهو كليم الله وهو صفيه وهو رسوله وهو حبيبه وقد امتن الله به على الثقلين الإنس والجن وأرسله إليهما معا لهداية من أراد هدايته من الجنسين وجاء على فترة من الرسل واقتراب من الساعة وجهالة من الناس ففتح الله به أعينا عميا وأذانا صما وقلوبا غلفا وأخرج به الناس من الضلالة إلى الهدى، وقد كان الناس قبله في جاهلية عمياء لا يمكن أن يوصف حالهم فيها وقد أخرج مسلم في الصحيح من حديث عياض بن حمار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم غير بقايا من أهل الكتاب وقال إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، فجعله الله رحمة مهداة للثقلين لإخراج الناس من هذه الجاهلية إلى الهدى وبذلك أمتن به في هذه الآية ووصفه بخمسة أوصاف، ثلاثة أوصاف منها عامة في الخلائق جميعا ووصفان يختصان بالمؤمنين فقال تعالى مخاطبا عباده من الإنس والجن {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} فأمتن عليهم بأنه أرسله إليهم فهو رسول إليهم لهدايتهم وإنقاذهم وكونه من أنفسهم أي ليس غريبا عليهم وفي قراءة شاذة ليست من القراءات المتواترة من أََنْفَسِكم أي من أفضلكم وأعلاكم عنصرا من أنفسكم {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} هذا الوصف الثاني أنه يشق عليه عنتنا والعنت المشقة، أي يشق عليه كل ما يؤدي إلى المشقة بالمؤمنين وبالناس عموما بالبشرية {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} ثم جاء الوصف الثالث {حَرِيصٌ عَلَيْكُم} فهو حريص على هداية الخلائق أجمعين وقد أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا حتى إذا أضاءت ما حوله جعل الفراش يتساقط فيها وهذه الدواب فجعل ينفيهن بيده وهن يقتحمن فيقعن فيها ألا وإني ممسك بحجزكم عن النار، وهذا الإمساك بحجز الناس عن النار هو الذي جعله يبذل قصارى جهده في هداية الناس حتى أنزل الله عليه {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} ثم بعد هذا قال {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} فمن آمن به فهو رؤوف به ساع للتخفيف عنه بكل الوسائل وهو متصف كذلك بالرحمة به فقد وصفه الله بهاذين الوصفين اللذين يدلان على الرفق وعلى تمام الرحمة وهذه الرحمة بها ائتلف قلوب المؤمنين كما قال الله تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ولَوْ كُنتَ فَظاً غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ واسْتَغْفِرْ لَهُمْ وشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} وقد أوجب الله سبحانه وتعالى نصرته ومحبته فأوجب ذلك في أصل الإيمان: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين، كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة وحديث أنس وكلاهما في الصحيحين، وكذلك بين أنه لابد أن يكون أحب إلى كل واحد منا من نفسه التي بين جنبيه كما في حديث عمر قال يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي التي بين جنبي قال لا حتى أكون أحب إليك من نفسك التي بين جنبيك فقال أما الآن فأنت والله أحب إلي من نفسي التي بين جنبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر الآن بلغت حقيقة الإيمان حين كان أحب إليه من نفسه التي بين جنبيه لأن المؤمن يجب عليه فداؤه بنفسه والدفاع عنه ولذلك إنما تتحقق له محبته إذا كان أحب إليه من نفسه وأولاده ووالديه والخلائق أجمعين.

عبد الصمد ناصر: عمليا كيف يمكن أن تتجلى هذه المحبة؟

محمد الحسن ولد الددو: بالنسبة لهذه المحبة لها أسباب تدعو إليها..

عبد الصمد ناصر: الآن تجلياتها.

محمد الحسن ولد الددو: تجلياتها ومظاهرها، تظهر المحبة أولا بالتأثر الشديد به والائتساء به والاقتداء وتظهر أيضا في أتباع أوامره وفي تصديقه في كل ما أخبر وفي طاعته في كل ما أمر وفي التلقي عنه والحرص على تعلم سنته واتباعها وتظهر آثارها كذلك على الإنسان بتأثره شخصيا عندما يفكر فيه أو يسمع كلامه وبتأدبه معه فأدبه معه علامة من علامات محبته وتجلي من تجلياتها واضح ولذلك بين الله سبحانه وتعالى افتراض هذا الأدب على المؤمنين فقال {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ورَسُولِهِ واتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ (2) إنَّ الَذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إنَّ الَذِينَ يُنَادُونَكَ مِن ورَاءِ الحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (4) ولَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ واللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وقال أيضا {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضاً} فلذلك لابد من الأدب معه وهو مظهر من مظاهر محبته ومن ذلك التأثر عند ذكره كالبكاء والتأثر عند تذكر مواقفه وتذكر شخصيته وسيرته فكل ذلك من مظاهر محبته وهي ظاهرة في أصحابه وفي التابعين من بعدهم فقد قال مالك رحمه الله لو أدركتم ما أدركت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا فقد أدركت جعفر بن محمد وكان ذا دعابة فإذا ذكر عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى كأنه ما عرفك ولا عرفته، وأدركت محمد بن المنكدر وكان إذا حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى حتى رحمناه وقمنا عنه..

عبد الصمد ناصر: من شدة محبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. طيب شيخ حينما يقول الله سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} كيف نفهم الاستجابة هنا؟ هل تدخل النصرة في نطاق الاستجابة؟ ما العلاقة التي تجمع بين الاستجابة والنصرة هنا؟

محمد الحسن ولد الددو: بارك الله فيك بالنسبة لهذه الآية من سورة الأنفال أنزلت في الاستجابة لنداء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجهاد عندما دعا أصحابه ليبايعوه على الجهاد قبل معركة بدر فاستجاب له المؤمنون بنفوس زكية مطمئنة وهي باقية الحكم سائرة في كل دعواته صلى الله عليه وسلم فقد دعانا إلى الالتزام بمنهج الله واتباع ما جاء به من عند الله والاستجابة لذلك تكون بتحقيق طاعته صلى الله عليه وسلم والاستسلام التام لما جاء به كما قال الله تعالى {فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ ويُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} فلذلك كانت الاستجابة ناشئة عن المحبة فهي تجلي من تجلياتها أيضا فالاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعانا هي تجلي من تجليات محبته ونصرته وبالأخص إذا كان ذلك لما يحيينا وهو الجهاد في سبيل الله فهو إحياء للإنسان لأنه إحياء للأمة وإحياء لمحبة الله ورسوله في النفوس وإحياء أيضا لعزة المؤمن وكرامته فلذلك قال إذا دعاكم لما يحييكم وكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله من الأوامر والنواهي كله داخل أيضا في هذا الإطار فكله مما يحيينا فترك ما حرم الله حياة الإنسان وامتثال ما أمر الله به حياة الإنسان ولهذا قال الله تعالى {ولَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} في القصاص بمعنى مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومما دعا إليه فيه حياة للأمة..

عبد الصمد ناصر: طيب إذا كانت الاستجابة كما قلت هي تجلي من تجليات محبته ونصرته صلى الله عليه وسلم والنصرة تتحقق على قاعدة المحبة، والإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم هي إساءة إلى الإسلام إلى المسلمين عموما إلى الله سبحانه وتعالى كيف تتحقق عمليا بخطوات عملية بأساليب واقعية نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم؟

محمد الحسن ولد الددو: صلى الله عليه وسلم، إنما تتحقق هذه النصرة عمليا في البداية بالمحبة أن يحبه الإنسان حبا شديدا وهذه المحبة لها أسباب تدعو إليها فمحبة الإنسان إما أن تكون لكمال خلقته ولجمال صورته والرسول صلى الله عليه وسلم أجمل الناس خلقا كما قال أوتي يوسف شطر الحسن وأوتيت الحسن كله وإما لحسن خلقه وهو أحسن الناس خلقا وقد قال الله فيه {وإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وإما لإحسانه وهو الذي أحسن إلى هذه الأمة هذا الإحسان العظيم فقال \"ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم\" وما من خير إلا دلنا عليه وما من شر إلا حذرنا منه، ولم يأتنا خير قط إلا عن طريقه فهو الذي جاء بالخير من عند الله سبحانه وتعالى وإما عن طريق رجاء معروف منه ونحن نرجو جميعا الدخول في شفاعته والشراب من حوضه بيده الشريفة يوم القيامة وأيضا نرجو دخول الجنة على أثره عندما يحرك حلقة الباب فهو أول من يحرك حلقة باب الجنة فيفتح له، وإما للعلاقة به والصلة كالقرابة ونحو ذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو أقرب إلينا من جميع الناس لأن النسب الدنيوي ينقطع بمجرد النفخ في الصور يوم القيامة، قال الله تعالى {فَإذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ ولا يَتَسَاءَلُونَ} وأما النسب إليه صلى الله عليه وسلم فهو باق عندما يكون لواء الحمد بيمينه فيرفعه فيدعى كل أناس بإمامهم كما قال الله تعالى {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقرَءُونَ كِتَابَهُمْ ولا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} فلذلك كانت أسباب محبته متوافرة مجموعة ثم بعد ذلك تكون النصرة بالخطوات العملية اللاحقة منها أولا تعلم سنته وسيرته وشمائله ثم بعد ذلك التخلق بها ثم بعد ذلك الدعوة إليها ثم بعد ذلك بالدفاع عن سنته وسيرته وهذا الدفاع يشمل الدفاع باللسان كما كان حسان بن ثابت رضي الله عنه يقول:

هجوت محمدا فأجبت عنه وعند الله في ذلك الجزاء

أتهجوه ولست له بكفء فشركما لخيركما الفداء

هجوت مباركا برا حنيفا أمين الله شيمته الوفاء

فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء

لساني صارم لا عيب فيه وبحري لا تكدره الدلاء

وكذلك الدفاع باليد كما قال عبد الله بن أنيس رضي الله عنه:

أقول له والسيف يعجم رأسه أنا ابن أنيس فارسا غير قعدد

إذا حارب المختار أي منافق سبقت إليه باللسان وباليد

وكذلك الدفاع عنه بالمال يبذل الإنسان ماله من أجل نصرته صلى الله عليه وسلم كما فعلت خديجة بن خويلد رضي الله عنها وكما فعل أبو بكر خرج من ماله ثلاثا في سبيل الله وكما فعل عمر خرج من شطر ماله وكما فعل عثمان فقد جهز ثلاث آلاف من جيش العسرة وعبد الرحمن بن عوف كذلك تاجر الله الذي بذل ماله للأنصار الذين يقول الله فيهم {والَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ والإيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إلَيْهِمْ ولا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا ويُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ ولَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ومَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}..

عبد الصمد ناصر: هي وسائل كثيرة إذاً وسبل كثرة تتخذها النصرة، نحن حول مفهوم النصرة وسبل تحقيقها استطلعنا بعض الآراء لبعض العلماء سجلناها فلنتابعها.


مفهوم النصرة وسبل تحقيقها

[شريط مسجل]

عوض القرني- داعية إسلامي: تتحقق الاستجابة لله ولرسوله حين دعانا للحياة الحقيقية في واقعنا المعاصر من خلال ثلاثة أشياء أولا أن تكون المرجعية التي ننطلق منها في كل قضية من قضايا الحياة على مستوى التصورات والعقائد أو العبادات والشعائر أو الأنظمة والتشريعات أو الأخلاق والسلوك أن تكون المرجعية هي الوحي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الله سبحانه وتعالى، الأمر الثاني أن يكون تحركنا بواقع الحياة وفق سنن الله بمعنى وفق قوانين الحياة التي فطر الله الحياة عليها والتي تمضي الحياة من خلالها، الأمر الثالث أن يكون تحركنا أيضاً واستجابتنا وفق قدراتنا واستطاعتنا.

وليد الرشودي- عضو لجنة مؤتمر نصرة النبي: الاستجابة لله والرسول الحقيقية هي الالتزام بما جاء عن الله أو جاء عن رسوله صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يسمى بالاحتياطات الوقائية بالتي تمنعك من الوصول إلى الحياة السعيدة، الوسائل العملية التي تجعلك تعيش في هذه الحياة مستقراً مطمئناً أن تفوض أمرك إلى الله جل وعلى، هذا التفويض يحتاج إلى أسباب ليس دعوة، أنا ممكن أن أقول أفوض أمري إلى الله والأخر يقول أفوض أمري إلى الله لكن للقضية أسباب قضية التفويض لأمر الله التسليم لله في أمره في قدره في شريعته، من التسليم لشريعته التسليم بمحبة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

سلمان العودة- داعية إسلامي: من أعظم نصرة هي أن نحقق ونوجد النموذج أن نوجد القدوة على صعيد الفرد والأسرة والمجتمع حتى الدول الإسلامية مطالبة بتحقيق النصرة ليس من خلال فقط الغضب للنبي صلى الله عليه وسلم وإنما يكون الغضب للنبي صلى الله عليه وسلم بمحاولة بناء الحياة، النبي صلى الله عليه وسلم يقيناً يعجبه أن يرانا مجتمعين متفقين وقد قال لأصحابه \"إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما هو من الشيطان\" فكيف إذا تفرقنا ليس في الشعاب والأودية وإنما في الآراء والمذاهب والمشارب والمواقف ووصلنا إلى درجة التناقض والتناحر فيما بيننا.

محمد الراوي عضو مجمع البحوث الإسلامية بمصر: حتى انتصارك على الغير ما تطلبوش إلا بأن تعرف ما موقفك أنت.. ما موقفك أنت من دينك وهل يمكن أن تكون أنت صورة ملائمة أن يرى الناس فيك أسوة فيقتدون ويطلبون دينك أم نفتن الناس؟

عبد الصمد ناصر: فضيلة الشيخ هذه مجموعة من الآراء حول مفهوم النصرة سجلناها على هامش المؤتمر العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي انعقد مؤخراً في البحرين وناقش مسألة النصرة وأساليبها، على كل حال أزمة الرسوم الأخيرة التي أساءت للرسول صلى الله عليه وسلم خلفت موجة غضب عارمة في الشارع الإسلامي واتخذت أحياناً صوراً لم ترض الكثير من المسلمين صور من العنف والتخريب والإتلاف وغير ذلك، كيف يمكن أن نتفادى هذه الردود الانفعالية غير المحسوبة وأحياناً المبالغة والتي أساءت إلى صورة المسلمين؟ هل هناك ضوابط شرعية للنصرة حتى نضمن اعتدال هذه الردود؟

\"
نصرة الرسول تكون بطاعته وسلوك سنته خاصة في تعامله مع خصومه والمفترين الذين يدعون عليه، أما الرد بالإتلاف فليس من هديه صلى الله عليه وسلم ولا من نصرته
\"

محمد الحسن ولد الددو: نعم بالنسبة لنصرته لا تكون إلا بطاعته وسلوك سنته ونحن نعلم كيف كان هو يتعامل مع خصومه ومع المفترين الذي يدعون عليه وإذا عرفنا ذلك فإن نصرته لا تكون إلا بتطبيق ما كان هو يفعله ومخالفة منهجه ليست من نصرته فلذلك كان الاعتداء وعمليات الإتلاف..

عبد الصمد ناصر: إتلاف بعض الممتلكات..

محمد الحسن ولد الددو: هذه الأمور ليست من هديه هو لم يفعلها مع المخالفين ولم يفعلها حتى مع المستهزئين به من قبل في مكة فلذلك لابد أن ننطلق أولاً من تسليم أن الله سبحانه وتعالى كفاه جميع المستهزئين في كل زمان ومكان لأن الله تعالى يقول {إنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِينَ} ونعلم أن كل ما نقدمه لا يساوى شيئا من حقه صلى الله عليه وسلم، علينا أن نعلم كذلك أن ما يحصل من الاستهزاء به ليس أمراً جديداً فكل الأنبياء كذلك وقد قال الله تعالى {ولَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ} وقال الله له {مَا يُقَالُ لَكَ إلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ} فهذه سنة الله في هذا الكون.

عبد الصمد ناصر: طيب هل من نماذج لإساءات تعرض الرسول لها صلى الله عليه وسلم يعني كان تصرفه على غير ما يمكن أن يتوقعه المرء؟

محمد الحسن ولد الددو: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم مالاً فوقف عليه رجل غائر العينين مقصر الثياب ثائر الشعر فقال إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله، فابتسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال \"رحم الله أخي موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر\" ثم قال \"ويلك من يعدل إن لم يعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم\"، وكذلك فإنه صلى الله عليه وسلم كان عمه أبو لهب يكذبه ويرميه بالحجارة حتى أدمى كعبيه ورجليه ويقول لا يسحرنكم هذا عن دينكم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلتفت إليه كأنه لا يسمعه ولا يحس به وكذلك الحال بالنسبة للذين آذوه بمكة من المشركين فقد وضعوا عليه السلى وهو ساجد لربه فلم يرفع رأسه وكذلك..

عبد الصمد ناصر: بل كان يدعو لهم..

محمد الحسن ولد الددو: وضعوا الشوك في طريقه ووضعت أم جميل بنت حرب الحطب في طريقه وحفر له أبو عامر الفاسق الحفر وكان إذا رأى شيئاً من ذلك يقول ما هذا الجوار؟ يسأل فقط بكل رحمة وسكينة وكان صلى الله عليه وسلم حسن الخلق مع كل الذين آذوه حتى إن عامر بن الطفيل وأربد لما أتياه وقد قتلا القراء من أصحابه وهم سبعون قارئا منهم المنذر بن عمرو ومنهم حرام بن ملحان وسليم بن ملحان وعامر وفهيرة مولى وأبي بكر وعدد كبير من القراء، لما أتياه أكرم وفادتهما فقال له عامر يا محمد لأملأنها عليك خيلاً جرداً ورجالاً مرداً فقال يأبى الله ذلك وأبنا قيلة، فلما خرجا من عنده قال: الله أم اكفني عامرا وأربد بما شئت، فأما عامر فأخذته غدة كغدة البعير ومات في بيت امرأة من سلول وأما أربد فوقعت عليه صاعقة فأحرقته وجمله.

عبد الصمد ناصر: خلاصة الكلام؟

محمد الحسن ولد الددو: خلاصة الكلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصبر على الأذى وكان يعامل الناس بما أمره الله سبحانه وتعالى به من الصبر عليهم..

عبد الصمد ناصر: وكان يقابل السيئة بالحسنة..

محمد الحسن ولد الددو: نعم ويعرض عن آذاهم فقد قال الله تعالى له في أذى المنافقين والمشركين يقول الله سبحانه وتعالى {خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بِالْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ} ويقول الله تعالى في أمره بالصبر أيضاً: {ولا تُطِعِ الكَافِرِينَ والْمُنَافِقِينَ ودَعْ أَذَاهُمْ} دع أذاهم هذا الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله يترك أذاهم لا يتعرض له.

عبد الصمد ناصر: سنعود إلى موضوع النصرة الذي شكل محور هذا المؤتمر الأخير الذي عقد في البحرين وأهم ما خرج به هذا المؤتمر نعود له بعد هذا الفاصل نعود إليكم مشاهدينا الكرام فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

عبد الصمد ناصر: السلام عليكم ورحمة الله وأهلا بكم من جديد في برنامج الشريعة والحياة، نناقش هذه الليلة موضوع نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وضيفنا هو فضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو مدير مركز تكوين العلماء بنواكشوط، شيخ محمد لو انتقلنا إلى الجزء الثاني من هذه الحلقة للحديث عن هذا المؤتمر الأخير الذي كان موضوع أو حديث الناس في الآونة الأخيرة جمع تقريبا كل ممثلي الأمة وتداولوا على مدى يومين هذا الموضوع الذي يشغل الأمة.. قضية الأمة حاليا هي هذه الإساءات إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كيف نواجهها ما تداعياته وغير ذلك، ما الذي أمكن تقديمه في هذا المؤتمر؟

محمد الحسن ولد الددو: بارك الله فيك بالنسبة لهذا المؤتمر هو في الواقع كان إجماعا لهذه الأمة فأجتمع فيه كل أطيافها وتحت قبة واحدة وناقشوا هذه الهبة التي أجمعت عليها الأمة أيضا وشعوبها وحتى كثير من حكامها وأكثر مثقفيها، شارك فيها الناس من مختلف أصقاع الأرض ومثلت حياة جديدة تدب في جسم هذه الأمة حيث انتصر الناس جميعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهبوا يبحثون عن أوجه نصرته وماذا يستطيعون أن يبذلوا فدعت خمس جهات لهذا المؤتمر وهي الندوة العالمية للشباب الإسلامي..

عبد الصمد ناصر: وموقع (Islam today).

محمد الحسن ولد الددو: مؤسسة الإسلام اليوم وجمعية الأصالة البحرينية واتحاد علماء المسلمين ومؤسسة النصرة نصرة النبي صلى الله عليه وسلم..

عبد الصمد ناصر: الاتحاد العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

محمد الحسن ولد الددو: نعم فأجتمع المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها وجاءت وفود أيضا من بلاد الغرب ومنها من الدانمارك وغيرها..

عبد الصمد ناصر: غير مسلمين؟

محمد الحسن ولد الددو: لا من المسلمين.

عبد الصمد ناصر: من المسلمين طبعا.

محمد الحسن ولد الددو: نعم واحتضنته..

عبد الصمد ناصر: يعني اقتصرت الحضور على المسلمين فقط؟

محمد الحسن ولد الددو: نعم احتضنته دولة البحرين مشكورة وافتتحه وزير الأوقاف وكان بإشراف..

عبد الصمد ناصر: لو وصلنا مباشرة إلى النتائج.

محمد الحسن ولد الددو: كانت النتائج التي وصل إليها المجتمعون هي أن هذه الهبة التي حصلت لابد من ترشيدها ولابد من متابعتها أيضا حتى لا تذهب مع الزمن فنحن نعلم أن الإساءة ليست مقتصرة على هذا الحد الذي حصل وأنها ستتكرر دائما وفي بلدان شتى ونعلم أن الحجة التي يقدمها حكام الدانمارك إلى الآن يحتجون بها في عدم الاعتذار عن ما حصل هي مجرد حرية الصحافة وحرية الرأي وهذا مكيال وهذا في الواقع أمر يكال بمكيالين فنحن في أيامنا هذه نتابع محاكمة تيسير علوني ونتابع ما يحصل أيضا لسامي الحاج وهل هذا من حرية الصحافة وهل هو من حرية التعبير؟ فلذلك كان لابد من السعي لترشيد هذه الهبة أولا حتى لا تتكرر الأحداث كما حصل في لبنان وسوريا وليبيا وأيضا لاستغلال هذه الهبة لتجميع روح هذه الأمة وشتاتها من جديد فتوصلوا إلى نتائج مهمة منها أولا الاتفاق على إقامة مؤسسة عالمية للدفاع عن الإسلام للدفاع عن الإسلام يكون لها قاعدة معلومات تجمع كل ما يكتب أو يقال يوميا عن الإسلام فتشجع المادح وترد على القادح وتتابع الأحداث وتقدم الإسلام تقديما صحيحا وتعرضه عرضا سليما بمختلف اللغات وفي مختلف الوسائل كذلك إقامة مؤتمر دائم سنوي يتكرر لهذه المناسبة أيضا طباعة بعض الكتب المعرفة للنبي صلى الله عليه وسلم، إقامة قناة إسلامية مختصة بالتعريف بالإسلام والتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونشر سيرته وسنته..

عبد الصمد ناصر: يعني هذه مشاريع ضخمة من أين سيكون التمويل؟

محمد الحسن ولد الددو: اتفق المجتمعون أيضا على إقامة صندوق النصرة العالمي وهذا الصندوق هو صندوق شعبي فالمؤتمر نفسه مولته جهات منها مؤسسة العثيم وبعض التجار الذين تبرعوا وبعض تبرعاتهم كانت بداية هذا الصندوق فلذلك التبرع مفتوح بابه أمام كل الجهات..

عبد الصمد ناصر: موضوع القناة هل هو مشروع على الورق فقط أم مجرد فكرة مطروحة؟

محمد الحسن ولد الددو: لا سيكون إن شاء الله تعالى مشروعا واقعيا.

عبد الصمد ناصر: نعم طيب من بين ما خرج به المؤتمر والكتيب أمامي للمؤتمر وثيقة النصرة الشاملة بمعنى أن نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم لا تقتصر على جانب كما هو مكتوب في الكتيب على جانب من جوانب الحياة

دون غيره ولا تختص بالحكومات دون الشعوب، ما الذي قصدتموه بالنصرة الشاملة؟

محمد الحسن ولد الددو: بالنسبة للنصرة الشاملة تشمل النصرة السياسية والنصرة الاقتصادية والنصرة الاجتماعية والنصرة الإعلامية والنصرة الإليكترونية وهذه كلها جوانب من الوسائل التي يمكن استغلالها فالنصرة السياسية تشمل القرارات السياسية المهمة والتشريعات القانونية وكذلك النصرة الإعلامية تشمل التعريف به والتعريف بالإسلام ورد الشبهات وكذلك النصرة الإليكترونية في المواقع تقوم بدور إعلامي أيضا وكذلك النصرة في الدراسات فيما يتعلق بحماية وذكر أيضا القوانين التي يعتمد عليها في حماية جنابه صلى الله عليه وسلم والتشريعات المختلفة وكذلك من الناحية الاجتماعية النصرة بتعريفه وإحياء هذه الهبة حتى يكون الأولاد أيضا يتعلمون من آبائهم أن يتحركوا ويتحرك وجدانهم وتتحرك ضمائرهم عندما يمس جنابه الشريف صلى الله عليه وسلم..

عبد الصمد ناصر: طيب يعني المشروع ضخم على الورق سهل أن يقرأه الإنسان لكن يبدو هذا المشروع يقتضي جهودا متضافرة كبيرة جدا، ما هي الآليات الوسائل العملية للنصرة التي دعا إليها مؤتمر البحرين؟

محمد الحسن ولد الددو: كلفت هذه الجهات الخمس بتشكيل لجنة من قياداتها لمتابعة توصيات المؤتمر ولتكوين لجنة ولاقتراح المؤتمر الثاني وتحديد زمانه ومكانه وبدأ في تشكيل الجهة الدولية لهذه المهمة وأخذ عناوين المشاركين وتوقيعاتهم والاقتراحات المتعلقة بها، فيمكن أن يقال إن اللبنات الأساسية وضعت والذي يبقى هو المتابعة لهذه التوصيات والاقتراحات لأنه صدر عن المؤتمر قرارات أولا ثم بعدها صدرت توصياته واقتراحاته إلى الجهات الرسمية وستتابع معها من خلال هذه المؤسسات الخمس..

عبد الصمد ناصر: نعم لدينا مداخلة للدكتور طه جابر العلواني وهو رئيس جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية ورئيس المجلس الفقهي لأميركا الشمالية، دكتور طه جابر العلواني مرحبا بكم تفضل..

طه جابر العلواني- رئيس المجلس الفقهي لأميركا الشمالية: أهلا بكم أستاذ عبد الصمد مرحبا.

عبد الصمد ناصر: مرحبا سيدي.

طه جابر العلواني: بسم الله الرحمن الرحيم، جزا الله الإخوة الذين قاموا ببعض الجهود تحت شعار نصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم خيرا ولكن الذي أود قوله هنا أن نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر قد تكفل الله به فالله تبارك وتعالى جعلها حقا من حقوقه سبحانه وقال {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وإن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ} وقال سبحانه {إنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِينَ} ولذلك فإنه صلوات الله وسلامه عليه لم يكن ينتصر لنفسه {إلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إذْ أَخْرَجَهُ الَذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا فِي الغَارِ} ولم يكن عليه الصلاة والسلام يغضب لنفسه لكنه إذا انتهكت حرمات الله لا يقف لغضبه شيء إنما رسول الله قد بنى أمة جعله الله شاهدا عليها ومبشرا ونذيرا وقد أخرجها من الظلومات إلى النور بإذن ربه فصار أولى بها من أنفسها وصار حبه وتعظيمه وتوقيره جزء من عقيدتها فإذا وجهت إليه صلى الله عليه وآله وسلم إساءة فإن فيها معنى الإساءة إلى الأمة التي تؤمن به وتعظمه وكل ذلك جزء من دينها والإساءة إليه في هذه المرحلة أعتبرها عملية جس نبض وبالون اختبار يقيس الآخرون به ما بقي من أثار الإسلام في محيط المسلمين وهل المسلمون اليوم قد صاروا مهيئين بقدر كاف للتخلي عن بقايا ما لديهم من إسلام أم أنهم ما يزالون واعين حريصين عليه متمسكين به ومن المؤسف أن أقول إن رد فعل المسلمين كان كالعادة عاطفياً في غالبيته، ساذج فطرياً في رسالته وقد كشف اختلاف المواقف بينهم عن فقر في التفكير الإستراتيجي لدى مختلف قيادات الحركة والفكر الإسلاميين المعاصرين، إننا حين نتوخى الإنصاف نستطيع أن نقول إن إساءات المسلمين إلى رسول الله شخصه ورسالته والكتاب الذي أنزل على قلبه وسنته وسيرته أخطر بكثير من أية إساءة صدرت أو تصدر عن الغرب أو سواه، إن قائد الثورة في إيران الإمام الخميني قد أفتى بإهدار دم سلمان رشدي ودافعت بريطانيا عن سلمان رشدي وأنفقت عشرات الملاين لحمايته وحراسته وما زال الرجل حيا يرزق ولكن الشيعة والسنة يريقون دماء حرمها الله في أفغانستان وباكستان والعراق وكلهم يدعي الإسلام انتماء أو دفاعاً فهل هدم المسلمين لمساجدهم بأيديهم وسفك دمائهم بأيديهم وبأيدي أعدائهم مما يرضي الله ورسوله وآل بيته وأصحابه؟ وهل يجهل أحد أو يجهل أولئك السفاكون من الفريقين حرمة هذه الدماء التي حرم الله؟ إني أربأ بمفكري الأمة وعلمائها وقادة الرأي فيها أن يشغلوا الأمة عن مصائب الداخل المنهار المتهالك وافتعال المشكلات مع الخارج، أفهم تماماً أن يقوم بذلك بعض الحاكمين لإشغال شعبهم عن مآسيهم الداخلية لكن أن يقوم بذلك قادة الرأي والفكر والدعوة والمعرفة الشرعية فإنه أمر مستغرب جداً يا قوم قد هجرتم القرآن هجرا..

عبد الصمد ناصر: واضحة الفكرة يا دكتور طه، نعم دكتور طه جابر علواني رئيس المجلس الفقهي لأميركا الشمالية شكراً جزيلاً لك، أريد فقط تعليقاً منك شيخ محمد، دكتور طه يقول بأنه جدير بنا قبل أن ننصر نبينا صلى الله عليه وسلم ضد إساءات الخارج أن ننصره بداخل الأمة المتهالك داخلها كما قال بنيانها، كيف تعلق على هذا الكلام؟

محمد الحسن ولد الددو: جزا الله الدكتور خيراً لكن لا تعارض بين الواجبين فأنا لا يمكن أن أقول أنني سأترك الصوم من أجل أن أصلي..

عبد الصمد ناصر: هو المفروض أنه يجب أن نوحد صفوفنا أن تكون كلمتنا واحدة..

محمد الحسن ولد الددو: يجب أن نقوم بالأمرين معاً..

عبد الصمد ناصر: يعني داخلياً..

محمد الحسن ولد الددو: يجب أن نقوم بالأمرين معاً بنصرة النبي صلى الله عليه وسلم في الداخل والخارج وفي كل مكان وما قاله الشيخ صحيح لكن لا تعارض بينه وبين العمل لنصرته في الاعتراض عليه كما لا تعارض بين الصلاة والصوم.


دور ولاة الأمور في نصرة النبي

عبد الصمد ناصر: ما الدور الذي يمكن أن يلعبه ولاة الأمور لأن كل القرارات التي تحدثنا عنها قبل قليل التي صدرت عن مؤتمر البحرين قرارات تبدو مرتبطة بقرار سياسي، يعني تطبيقها تنفيذها لا يمكن أن يتم دون العودة أو دون التنسيق ودعم الجهات السياسية؟

محمد الحسن ولد الددو: بالنسبة لما صدر في المؤتمر بعضه قرارات لا تمت لا علاقة لها بالأنظمة يعني يتخذها المؤتمر شعبيا وينفذها الشعب الإسلامي..

عبد الصمد ناصر: نعم ولكن قرارات..

محمد الحسن ولد الددو: مثل المقاطعة، المقاطعة الاقتصادية والتجارية هذه ليست من شأن الحكومات ولم تفعلها في أغلبها أما التوصيات التي صدرت فبعضها موجه إلى التجار وبعضها موجه إلى الحكام وبعضها موجه إلى رجال الإعلام إلى آخره ولا شك أن الحكام لهم أكبر دور فيما يتعلق بالنصرة ويجب عليهم من ذلك ما لا يجب على من سواهم فهم الذين بأيديهم مال الأمة وسلاحها وإعلامها وثقافتها وقنواتها وكل ما لديها.

عبد الصمد ناصر: ما مدى مسؤوليتهم أمام الله وأمام شعوبهم في هذا الإطار؟

محمد الحسن ولد الددو: هي أكبر مسؤولية..

عبد الصمد ناصر: مسؤوليات ولاة الأمور؟

محمد الحسن ولد الددو: هي أكبر مسؤولية لأن المسؤولية إنما هي إنما يكون التكليف على قدر التشريف، فبما أنهم الذين يضعون أيديهم على ثروات الأمة وعلى مقدراتها يجب عليهم حماية بيضتها وحماية دينها وهذا من أساسيات عملهم فالعلماء يعرفون الإمامة بأنها نيابة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به في حراسة الدين وسياسة الدنيا به..

عبد الصمد ناصر: الدنيا به بالدين..

محمد الحسن ولد الددو: فحراسة الدنيا هي مهمتهم وعليهم حراسة الدين، أقصد هي مهمتهم الأولى وهي أول ما يجب عليهم حراسة هذا الدين وحمايته فلذلك مسؤوليتهم هي أكبر المسؤوليات في هذا الباب..

عبد الصمد ناصر: حول هذا الموضوع حول دور ولاة الأمور في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ومسؤولياتهم تجاه شعوبهم سجلنا بعض الآراء أيضا على هامش مؤتمر البحرين نتابعها كالتالي.

[شريط مسجل]

وليد الرشودي: ولاة الأمور هم مستأمنون على شعوبهم والله تعالى استأمنهم بتوليتهم علينا فلذلك هم أولى من يقوم بهذا الواجب فإذا لم يقوموا به تحصل عندهم السقطة عند الشعوب فلا تلتفت إليهم الشعوب فالشعوب تريد من يقومها {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف}.. المعروف اسم جنس يشمل كل شيء يتعارف عليه الناس ويحبونه لا يحصر المعروف في صلاة أو يحصر في زكاة أو يحصر في وسيلة إعلامية ناجحة لا المعروف شامل.

سلمان العودة: أعتقد أن كثيرا من الأدوار التي يمكن أن يقوم بها ولاة الأمور وحكام المسلمين هي الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالسياسة الشرعية والرفق والرحمة بشعوبهم ورعاياهم.

محمد الراوي: هم منا ونحن منهم وهم إذا تضامنوا فيما بينهم تضامنا يراه الناس كالجسد الواحد بهذا التضامن يعز الإسلام إنما الفرقة عمرها ما يعز بها أحد حتى فرقتنا مع بعض كحكام وكشعوب، المستفيد منها أعداؤنا.

عوض القرني: ولاة الأمور جزء من الأمة المسلمة وبالتالي المفترض أن يكونوا جزء من هذه الاستجابة وممثلين لهذه الأمة وممثلين لهذا المنهج وممثلين لهذه المرجعية وكذلك المثقفون وكذلك رجال الأعمال والرجال والنساء وجميع شرائح المجتمع وجميع طبقاته وجميع تشكلاته.

عبد الصمد ناصر: على كل حال نواصل حديثنا حول نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال مداخلات بعض السادة المشاهدين معي من الإمارات، أحمد أبو المعالي ورجاء الالتزام بدقيقة واحدة أحمد تفضل.. تفضل أحمد أبو المعالي.

أحمد أبو المعالي- الإمارات: بسم الله الرحمن الرحيم، تحية لك وتحية لضيفك الكريم لدي ملاحظة بسيطة واستفسار الملاحظة هي أنه هذه الأنظمة العربية أو الأنظمة الإسلامية بشكل عام التي هبت هذه الهبة وهي من حقها وهي هبة مشرفة وتوحدت حينما أساءت الصحافة الغربية إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، طيب نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم هناك أمور أخرى ينبغي لهذه الأنظمة أن تنتبه إليها هذه الأنظمة تحارب الشريعة الإسلامية في ديارها تحارب الدعاة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة في ديارها تحارب المنهج الإسلامي بشتى أطيافه في ديارها وهذه محاربة وهذا سب للرسول صلى الله عليه وسلم بطريقة ما فالمفروض منهم أن يستفيدوا وأن يراجعوا طريقتهم داخل وطنهم وأن تكون هذه الهبة بداية لتوحدهم، بالنسبة للاستفسار البسيط هو أنه حين ظهرت تلك الصور بدأ توزيعها عبر الإنترنت وعن طريق الجوال بين المسلمين دون أن يدرى هؤلاء أن في ذلك خطرا عليهم سؤالي للشيخ..

عبد الصمد ناصر: أحمد هل لديك أي سؤال؟

أحمد أبو المعالي: نعم سؤالي هو هل يجوز للمسلمين أن يوزعوا هذه الصور من أجل أن يطلع عليها الآخرون ومن أجل أن يطلعوا عليها ومن أجل توزيعها ليراها الرأي العام؟

عبد الصمد ناصر: شكرا لك الفكرة واضحة أخي الفكرة واضحة أحمد لنفسح المجال لمحمد ظاهر من فرنسا..

محمد ظاهر- فرنسا: السلام عليكم.

عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

محمد ظاهر: أحيك وأحيي الأخ الكريم الشيخ الفاضل..

عبد الصمد ناصر: بارك الله فيك يا أخي.

محمد ظاهر: نعم في الحقيقة أنا سؤالي للشيخ الكريم حول مبادرة عمرو خالد الداعية عمرو خالد للذهاب إلى كوبنهاغن للتفاوض، المعروف أن~ أنا موجود في أوروبا~ مشكلتنا ليست مع الشعوب لماذا يتحاور مع الشعوب؟ بل يجب أن يتحاور مع الصحيفة، الإساءة أتت من صحيفة ليس الشعوب فلماذا ذهب للتحاور مع الشعوب علما أن الشعوب العربية الآن قاطعت المنتجات الدنماركية ولا يمكن التراجع فلماذا ذهب لماذا يقول الآن جاء وقت الحوار ما معنى ذلك هل معناه لن نقاطع المنتجات الدنماركية؟

عبد الصمد ناصر: الفكرة واضحة محمد شكرا لك هل لديك أي تعليق على سؤال أحمد من الإمارات الذي قال هل يجوز للمسلمين أن يوزعوا هذه الصور لكي يطلعوا عليها؟

محمد الحسن ولد الددو: لا يجوز للمسلمين توزيعها ولا نشرها والجرائد التي نشرتها في بلاد المسلمين مخطئة في نشرها.

عبد الصمد ناصر: لا يجوز إذا.

محمد الحسن ولد الددو: نعم.

عبد الصمد ناصر: موضوع الحوار مع الدنمارك.

محمد الحسن ولد الددو: السبب هنا أنها ليست مجرد حكاية لكلام إنما هي إعادة لإنتاج فلو كان ذلك مجرد كلام مثل حكاية مثل ما تقول {لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة} ونحو ذلك لجاز لكن هي ليست كلاما إنما هي إنتاج كذلك ما يتعلق بسفر الأخ عمرو خالد إلى الدانمارك لم يكن لمفاوضة الشعب الدانماركي وإنما كان لتعريفه بالإسلام وتعريفه بالنبي صلى الله عليه وسلم.

عبد الصمد ناصر: نعم هذا ما شدد عليه..

محمد الحسن ولد الددو: وهذا قصده هو وبينه..

عبد الصمد ناصر: نعم السؤال هنا الجهود بدأت يعني هناك حركة في صفوف المجتمع الإسلامي وأيضا في صفوف العلماء والدعاة والمفكرين الإسلاميين، ما الذي يضمن أن لا تفقد هذه الحركة وهذه الهبة الشعبية زخمها مع مرور الأيام؟

محمد الحسن ولد الددو: هذا كان مما يؤرق المؤتمر فلذلك حرص على أن تكون هذه الهبة منظمة، أن يكون من ورائها..

عبد الصمد ناصر: مؤسسة..

محمد الحسن ولد الددو: جهاز.. مؤسسة تراعها وترشدها وهذا الجهاز والمؤسسة هو المؤسسة العالمية للدفاع عن الإسلام التي أتخذ المؤتمر قرارا بإنشائها.

عبد الصمد ناصر: مشاركة من الإنترنت حتى لا نغفل هذه المشاركات لأن كثيرا ما يلحون علينا من خلال المشاركات أن ندرجها من هذا المؤتمر يقول أسامة من أسبانيا هو هذا المؤتمر عديم الجدوى لأن الغرب لا يفهم إلا لغة المادة والمال والغرب للأسف لم يجد موقفا حازما للأمة الإسلامية ونحن للأسف توجهنا للمسلمين لنقول لهم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه على خلق عظيم وأنه يعني خطابنا كان موجها إلى الداخل أكثر من الآخر هذا ما يقصده؟


المقاطعة.. جدواها وحكمها

محمد الحسن ولد الددو: بالنسبة لكون المؤتمر عديم الجدوى هذا لا يخلو من تشاؤم كبير فالمؤتمر له فوائد كبيرة ومهمة ومنها المقاطعة فالمقاطعة تدخل فيما ذكره مما له جدوى مهمة والمقاطعة أظن أنها عنصر من العناصر التي سنتحدث فيها إذا بقى لها وقت وهي من المهمات فأكبر وسيلة للضغط على الحكومات هي حصول هذه المقاطعة..

عبد الصمد ناصر: اقتصادية؟

محمد الحسن ولد الددو: أي نعم مقاطعة اقتصادية..

عبد الصمد ناصر: طيب هذه المقاطعة لأن الوقت لم يبقى إلا القليل هل هي نوع من الجهاد بالمال؟

محمد الحسن ولد الددو: نعم لا شك في ذلك.

عبد الصمد ناصر: طيب ما هو الأصل الشرعي لها؟

محمد الحسن ولد الددو: الأصل الشرعي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما عاهد قريشا في صلح الحديبية كان من بنود الصلح أن يرد إليهم من جاء فارا من أولادهم فكان لابد أن ينفذ ذلك فجاءه أبو جندل بن سهيل بن عمرو فرده إلى قريش فهرب في الطريق وقتل من جاء ليرده فأقام هو وأبو بصير معسكرا على الشاطئ وحاصروا قريشا حتى قال أبو جندل: أبلغ قريشا عن أبي جندل أني بذي المروة بالساحل

في أبياته المشهورة فحاصروا قريشا من جهة طريق الشام وأقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بل قال \"محش حرب لو وجد رجالا\" وكذلك ثمامة بن أثال الحنفي رضى الله عنه لما أسلم منع..

عبد الصمد ناصر: ثمامة بن أثال؟

محمد الحسن ولد الددو: بن أثال منع..

عبد الصمد ناصر: أثال؟

محمد الحسن ولد الددو: نعم منع مكة من أن يأتيها شيء من التجارة من العراق لأن طريقهم إلى العراق كانت تمر باليمامة وهو سيد اليمامة وكذلك فإن النبي..

عبد الصمد ناصر: وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك؟

محمد الحسن ولد الددو: وأقره على ذلك، كذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قطع بعض نخل اليهود في حصارهم في بني النضير لما في ذلك من المصلحة العامة والضغط عليهم وأقر الله ذلك في كتابه فقال {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين}.

عبد الصمد ناصر: طيب عفوا هذا هو التأصيل الشرعي وهناك نماذج كثيرة في السيرة النبوية وغيرها..

محمد الحسن ولد الددو: نعم من حصار الطائف..

عبد الصمد ناصر: ماذا لو لم يلتزم المسلم عفوا للمقاطعة لأن الوقت يداهمنا ماذا لو لم يلتزم المسلم العادي بهذه المقاطعة هل هو آثم؟

محمد الحسن ولد الددو: نعم يأثم المسلم بذلك إذا لم يكن مضطرا فالمسلم إذا كان مختارا غير مضطر للبضائع يلزمه مقاطعتهم الآن لأن الأمة متفقة على ذلك ولأن المصلحة في الضغط على ذلك واضحة والمقاطعة ليست للشعوب والواقع أن الشركات ليست هي التي قامت بالعمل لكنها ضغط على الحكومة من أجل أن تتخذ قرارا بمنع الإساءة..

عبد الصمد ناصر: على ذكر الشركات أمامنا نصف دقيقة إحدى الشركات الدنماركية تابعنا إحدى الإعلانات على التليفزيون مدفوعة الأجر استنكرت هذه الرسوم المسيئة للرسول وتمنت على المسلمين ألا يقاطعوها ما الموقف الشرعي هنا؟

محمد الحسن ولد الددو: نعم بالنسبة لهذه الشركة هي أرلا..

عبد الصمد ناصر: نعم.

\"
نشكر شركة آرلا على استنكارها الإساءة إلى الرسول الكريم لكن مؤتمر مناصرة الرسول لم يتخذ موقفا لإنهاء مقاطعة منتجاتها لأن المقاطعة مفروضة على البضاعة الدانماركية ككل وليس على شركة بعينها
\"

محمد الحسن ولد الددو: هذه الشركة اتخذ المؤتمر موقفا بشكرها على موقفها وبأن هذا الموقف هو الموقف الصحيح ولكن بما أن المقاطعة غير موجهة للشركات بذاتها في الأصل إنما يقصد بها الضغط على الحكومة الدانمركية من أجل منع الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم لم يتخذ المؤتمر موقفا بفك الحصار عنها لكن المهم أنه شجع هذه الشركة على موقفها..

عبد الصمد ناصر: ترك الاجتهاد للناس؟

محمد الحسن ولد الددو: أينعم وبين أنه الموقف الصحيح بين أن الموقف الذي اتخذته الشركة موقف صحيح لا بالنسبة للمقاطعة باقية..

عبد الصمد ناصر: لكنه ترك الأمر معلقا..

محمد الحسن ولد الددو: المقاطعة باقية كما هي لأن المقاطعة في الأصل الشركة ليست مذنبة في الأصل والمقاطعة غير مقصودة بها الشركة..

عبد الصمد ناصر: هل دعا للحوار معها؟

محمد الحسن ولد الددو: إنما يقصد.. لا إنما يقصد بالمقاطعة الضغط على الحكومة وهذا يشمل الشركات التي أنكرت والتي لم تنكر..

عبد الصمد ناصر: ولكن يبقى الأمر غامض في الواقع؟

محمد الحسن ولد الددو: لا الأمر واضح جدا..

عبد الصمد ناصر: يفترض أن العلماء يبينوا للناس يعني هل يقاطعونها أم لا على كل حال فضيلة الشيخ..

محمد الحسن ولد الددو: نعم المقاطعة تشمل الكل..

عبد الصمد ناصر: نحن في نهاية عفوا للمقاطعة.. في نهاية الحلقة الشيخ محمد الحسن ولد الددو مدير مركز تكوين العلماء من نواكشوط شكرا لك.

الحبيب المصطفى
مشرف 2
مشرف 2

ذكر
عدد المساهمات : 51
تاريخ التسجيل : 09/11/2011

بطاقة الشخصية
العب معنا: 5

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى