القيم في القرآن الكريم.

الملف: من هدي القرآن الكريم.
الوحدة: القيم في القرآن الكريم.
الآيات: (آل عمران/134) ، (التوبة/ 119) ،(البقرة/155) (فصلت/34)،(النساء/36)،(الحجرات/13)،(النساء/59)، الروم/21)،(المائدة/02)،(المائدة/08)،(الشورى/38).

شرح المفردات: 1)- الكاظمين الغيظ : الكافين غضبهم عن إمضائه مع القدرة ، 2)- لنبلونكم: نختبركم ونمتحنكم ، 3)- لا تستوي الحسنة ولا السيئة: بينهما فرق عظيم في الجزاء ، 4)- ولي حميم: صديق قريب ، 5)- الجار ذي القربى: الجار القريب ، 6)- الجار الجنب: الجار الأجنبي الذي لاقرابة بينك و بينه ، 7)- الصاحب بالجنب: الرفيق في السفر أو العمل وقيل الزوجة، - ما ملكت أيمانكم: العبيد و الإماء ،9)- مختالا : متكبرا ، 10)- فخورا: كثير التطاول و التعاظم بالمناقب ،11)- تاويلا: جزاء و عاقبة ، 12)-لتسكنوا إليها : تألفوها و تميلوا إليها ،13)-قوامين: قائمين بالحق لله عز و جل ، 14)-القسط : العدل ، 15)- يجرمنكم : لا يحملنكم ،16)-شنآن قوم : بغضكم لهم ،17)- التقوى : العمل بالطاعة ، 18)- شورى : محاورة و استعانة برأي الآخرين .

الإيضاح و التحليل

*/* مفهوم القيم: هي عبارة عن قناعة الإنسان بأهداف مقدسة ومشروعة تعطيه معايير للحكم على الأشياء و الأفعال بالحسن و القبح أو بالأمر و النهي .

- و لقد حث القرآن الكريم على التمسك بمجموعة من القيم هي:

أولا: القيم الفردية: وهي الأخلاق التي تحكم الأفراد و تهدف إلى جلب الخير و النفع و هي:
1/- الصدق :هو قول الحق و مطابقة القول أو الخبر للواقع (ضد الكذب) والمسلم يكون صادقا مع الله ومع الناس ومع نفسه والله تعالى أمرنا بالصدق فقال:" ...اتقوا الله و كونوا مع الصادقين" (التوبة/119)
2/-الصبر: هو حبس النفس على ما تكره إبتغاء مرضاة الله ويكون إما صبر على الطاعة أوعلى المعصية أو على البلاء وهي صفة المؤمنين الصادقين الواثقين في الله الراضين بقضائه وقد ذكر في القرآن نحو من تسعين موضعا كدلالة على أهميته وهو نصف الإيمان. قال تعالى:"...و بشر الصابرين..."(البقرة/155).
3/- الإحسان: هو تـقديم الخير للنلس و حسن معاملتهم ويتأكد مع ذوي القربى و الأرحام (الأبوين،الزوجة،الأبناء) و هو مطلوب في كل شيء قال تعالى:"إن الله بأمر بالعدل و الإحسان"(النحل/90).
4/- العفو: هو التجاوز عن أخطاء الآخرين وإساءتهم لك و هو خلق كريم من أخلاق المسلمين الذي منشأه الرحمة و يزيد المؤمن قوة وعزا. قال تعالى:" فاعف عنهم و استغفر لهم ..."(آل عمران/159) و قال أيضا:"خذ العفو وامر بالعرف و أعرض عن الجاهلين"(الأعراف/199). ثانيا: القيم الأسرية: وهي المبادئ التي يقوم عليها تنظيم الأسرة من حيث التكوين و التنظيم و الإستقرار وهي:
1/- المعاشرة بالمعروف: وذلك بحسن التعامل المتبادل بين الزوجين المفضي إلى المحبة و التعاون قال تعالى:"و عاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خيرا كثيرا"(النساء/19).
2/- التكافل الأسري: ويتمثل في تكاتف جهود أفراد الأسرة من أجل الوقوف على البناء الصحيح للعائلة من تربية و توعية و نفقة وإطعام حيث تتوزع المسؤوليات كل حسب موقعه و مسؤوليته الفطرية قال صلى الله عليه وسلم:"الرجل راع في بيته و مسؤول عن رعيته و المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها"(رواه البخاري ومسلم).
3/-المودة و الرحمة: تتمثل في المحبة و اللطف و الرحمة و الرقة الدائمة بين الزوجين و خلاصتها أن تعامل شريكك مثلما تحب أن يعاملك . قال تعالى:"...وجعل بينكم مودة ورحمة..."(الروم/21) ثالثا:القيم الإحتماعية: فمراعاة للمصالح المشتركة التي يقوم عليها النظام العام للمجتمع ، قررت الشريعة الإسلامية بعض المبادئ الإجتماعية منها:
1/- التعاون: المجتمع في منظور الإسلام كالبنيان الذي يشد بعضه بعضا لهذا دعى إلى التعاون ومد يد المساعدة للمحتاجين لحفظ و صيانة هذا البنيان على أسس البر والتقوى قال تعالى:"وتعاونوا على البر و التقوى ولا تعاونوا على الإثم و العدوان "(المائدة/2).
2/- المسؤولية: هي عبارة عن القيام بالواجبات و تحمل التبعات و النتائج و تبدأ من مسؤولية الفرد تجاه ربه و دينه وربه وأسرته ووطنه وأمته، و المسؤولية قد تكون فردية أو جماعية أو مشتركة بين أكثر من طرف قال صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع و كل راع مسؤول عن رعيته". (رواه البخاري ومسلم).
3/- التكافل الإجتماعي: هو عبارة عن التعاون بين أفراد المجتمع وذلك بالمزج بين المصلحة الخاصة و العامة ومد يد المساعدة للآخرين. قال تعالى:" و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر..." (التوبة/71).
رابعا: القيم السياسية: الشريعة الإسلامية لم تهمل العلاقة بين الحاكم و المحكوم بل سطرت لها مبادئ رصينة من أجل تحقيق الإستقرار و محاربة الظلم و الإستبداد منها:
1/- العدل: هو إعطاء كل ذي حق حقه و تحقيق المساواة بين الرعية في الحكم ، فبالعدل تصان الحقوق وتحفظ الحريات ويزول الظلم و يأمن الناس على أنفسهم وأموالهم ومعتقداتهم و تزدهر الحياة وقد ورد الأمر بالعدل ووجوب إقامته كثيرا في القرآن و السنة ، قال تعالى:"إن الله يأمر بالعدل و الإحسان...".(النحل/90).
2/- الشورى: هي الإستعانة بآراء الآخرين و إشراكهم في تقرير مصالح مجتمعهم للوصول لأصوب الآراء و أصلحها وهي مبدأ من المبادئ الإسلامية التي يقوم عليها بناء المجتمع الإسلامي في شتى شؤونه السياسية و الأسرية و الشخصية قال تعالى:" وشاورهم في الأمر" (آل عمران/59). وقال أيضا:" وأمرهم شورى بينهم".(الشورى/38).
3/- الطاعة: هي الإذعان و الخضوع لله و رسوله وأولي الأمر(العلماء و الحكام) قال تعالى :" يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم ..."(النساء/59).و الطاعة واجبة لأولياء الأمور في المعروف و في غير معصية وهي مقيدة بطاعتهم لله ولرسوله وهذا من أجل الدخول في جو من النظام و الإستقرار بعيدا عن الفوضى قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
*/* الفوائد والإرشادات:
* وجوب الصدق مع الله و النفس و المجتمع .
* المودة و الرحمة أساس سعادة البيت واستقراره.
* وجوب إقامة العدل بين الناس و تحريم الظلم.
* طاعة أولي الأمر من علماء و حكام واجبة لكنها مقيدة بطاعتهم لله تعالى و لرسوله صلى الله عليه و سلم.

بارك الله فيكم